ما معنى أن نحظى بسنة رحمة؟

قراءة على ضوء سنة الرحمة القادمة للأب تشارلز سيكورسكي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم” (لوقا 6: 36) تعدّ كلمات يسوع مفتاح سنة الرحمة التي دعا البابا فرنسيس أن تبدأ في كانون الأول القادم ولكن ستتساءلون لم قد نود أن نمضي سنة كاملة بالرحمة؟ وما هي تأثيراتها على حياتنا؟ كلنا نعلم أن موضوع الرحمة كان نواة حبرية البابا لسبب وجيه. هو كبابا وككاهن سابق ورئيس أساقفة تحمس كثيرًا لقيمة الرحمة كزمن للارتداد ولبناء كنيسة جديدة وفي عظته التي أعلن فيها سنة الرحمة شدد على أنها رحلة تبدأ بارتداد روحي، فرحمة الله تحررنا وتعطينا ذاك السلام الذي لا نجده في العالم، وتجعلنا مسيحيين بشكل أفضل.

ليست الرحمة موضوعًا لاهوتيًّا يستخدم في العظات بل هي حقيقةتغير حياتنا على الصعيدين الروحي والإنساني. يمكن أن نرى مفعول رحمة الله على صعيد إنساني ونفسي، ففي كتاب لطبيب نفساني يهودي يخبر هذا الأاخير أنه باح بصديق له مسيحي، عن تزايد عدد مرضاه فأجابه صديقه ممازحًا أن السبب يعود لعدم تقدمهم من سر الاعتراف ومن هنا بدأ يصف الاعتراف لمرضاه…كنتيجة على ذلك وجد الطبيب أن الذين نالوا سر الاعتراف تحرروا من الذنب واستعدوا ليكونوا شعب الله بالطريقة التي يدعوهم هو بها، الى جانب ذلك، وبناء على ما رأى شرع الطبيب يكتب كتابًا حول هذا الموضوع وعن كيفية تعامل الإنسان مع الشعور بالذنب.

هذا الموضوع الذي تناوله الطبيب نال حظوة عند عدد كبير من الاختصاصيين الذين أكدوا أن المريض يسجن نفسه داخل الشعور بالذنب ويصبح أسيرًا له ولكن ما إن يعترف بخطاياه وينال المغفرة ويحصل على رحمة الله يتحرر ويصبح شخصًا يتمتع بصحة جيدة. من السهل أن نفكر بسر التوبة كلوحة علامات وبمجرد اعترافنا تعود الى نقطة الصفر ولكن هذا تحجيم خطير للنعمة العظيمة التي أعطانا إياها الله فمحبته لا تتعلق بعلامات بل بتوطيد العلاقة معه. تملأ هذه الرحمة قلوبنا وعقولنا بالسلام وتعطينا الفرصة لننمو في الفضيلة.

هل سمعتم يومًا الكاهن يقول في نهاية اعترافكم: “فليمنحكم الرب المغفرة والسلام”…فحين نسمع هذه الكلمات نشعر وكأ، عبءًا أزيل عن كاهلنا لأن الله غسلنا من خطايانا من خلال رحمته وسمح لنا أن نستمر من جديد، وهذه النعم توحدنا مع المسيح وتسمح لنا بأن نختبر سماحه.

لا يجب أن نستخف أبدًا بقيمة رحمة المسيح لأنه مات لكي نتحرر من الأوقات التي فشلنا فيها حين رفضناه، واخترنا أشياء أخرى أهم من علاقتنا به. حين نبحث عن رحمته نصبح رجالا ونساء أفضل، نصبح كما يريدنا هو أن نكون وكل واحد منا بإمكانه خلال سنة الرحمة القادمة، وبحسب ما قال البابا فرنسيس، أن يجد “الفرح الذي يجعل رحمة الله مثمرة.”

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير