البطريرك يونان يلقي محاضرة هامّة عن الحضور المسيحي في الشرق، مدريد ـ إسبانيا

ألقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، محاضرة هامّة عن واقع وضع الحضور المسيحي في الشرق وتحدّياته وآفاقه المستقبلية، وذلك في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر عن الحضور المسيحي في الشرق، بعنوان “نحن كلّنا نصارى”، حيث حلّ غبطته ضيف الشرف في المؤتمر، بدعوة من منظّمة “CITIZEN GO” / “SPEAK OUT”، عُقد في مدريد ـ إسبانيا، يومي الجمعة والسبت 17 و18 نيسان 2015. وقد رافق غبطته لحضور هذا الموتمر الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

Share this Entry

    حضرت الموتمر وجلسته الافتتاحية التي أقيمت مساء الجمعة 17 نيسان، نخبة من البرلمانيين والفعاليات والمنظّمات الإسبانية والأوروبية، وأطياف الشعب الإسباني. وقد رحّب بغبطته وبالحضور رئيس المنظّمة الداعية الأستاذ Ignacio ARSUAGA، وكانت في مقدّمة الحضور السيدةAna BOTELLAرئيسة بلدية مدينة مدريد وممثّلة الحكومة الإسبانية في الموتمر، والنائبة السيدةSoledad BECERRILرئيسة لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في البرلمان الإسباني، ورئيس أساقفة مدريد، وعدد من المطارنة من الكنيسة الكلدانية والقبطية الأرثوذكسية والروم الأرثوذكس، ومن أعضاء مجلس الأساقفة الكاثوليك في نيجيريا، ومن الكنائس الإنجيلية.

    وفي محاضرته، استعرض غبطته بالتفصيل أوضاع المسيحيين في الشرق عامةً، وفي لبنان وسوريا والعراق خاصةً:

    تحدّث غبطته عمّا يجري في سوريا بِحُجَّة إحلال الديمقراطية، والحروب والنزاعات التي سبَّبت القتل والدمار والهجرة، خاصاً بالذكر ما يجري حالياً في حلب وما تعرّض له مسيحيو الخابور في الجزيرة.

    وشدّد غبطته على “ضرورة إطلاق سراح جميع المخطوفين، وفي مقدّمتهم المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم والمطران بولس اليازجي، وقد مرّت على اختطافهما سنتان دون أيّ بوادر حول مصيرهما، ومعهما جميع المخطوفين من كهنة وعلمانيين”.

    وتناول غبطته الأوضاع في العراق، سيّما “التهجير القسري والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد في مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، ولا بوادر عن تحرير هذه الأراضي وعودة أهلها اليها، إنّما هناك المزيد من الإمعان في القضاء على الكنائس والأديرة والأملاك التي تعود للمسيحيين وغيرهم من الأقليات، وهم أصحاب الأرض الأصليون، فيما يهيمون على وجوههم نازحين ومهاجرين في إقليم كردستان وفي البلدان المجاورة، خاصةً لبنان والأردن، مع ما يعانونه من أوضاع صعبة وقلق متزايد وخوف على المصير والمستقبل، وكثيرون منهم لا تتوفّر لهم الحياة الكريمة والمعيشة الإنسانية اللائقة، ومنهم من هجروا إلى ما وراء البحار، وهذا ما يعصر القلب ويفرغ الشرق رويداً رويداً من أبنائه وسكّانه الأصليين، سيّما الشباب منهم”.

    أمّا الوضع في لبنان، “فلا رئيس للجمهورية قد انتُخب، بل حلّ الفراغ الرئاسي، وما يترتّب على ذلك من تهديدٍ للإقتصاد الوطني وشللٍ في مؤسسات البلاد، فضلاً عن التهديدات الأمنية من قبل المنظّمات الإرهابية”.

    لكن مع هذا كله، أكّد غبطته “إننا كلّنا أمل ويحدونا الرجاء بعودة الحياة إلى طبيعتها واستقرارها، ليعود أصحاب الأرض إلى بيوتهم وممتلكاتهم وأعمالهم، ويستمرّوا بأداء الشهادة لإيمانهم في أرض الآباء والأجداد، فيعود العيش المشترك إلى طبيعته”.

    وناشد غبطته “جميع المسؤولين ومن بيدهم الحلّ والربط، ومن لهم التأثير محلّياً وإقليمياً ودولياً، وجميع فعاليات وأبناء المجتمعات الأوروبية عامةً والمجتمع الإسباني خاصةً، بضرورة إعلاء الصوت لإحلال السلام وإعادة الأمان إلى بلدان الشرق الأوسط التي تعاني آلام الحروب والنزاعات والصراعات التي تفتك بالبشر والحجر، فينعم المواطنون فيها مجدّداً بالطمأنينة والإستقرار”.

    وفي ختام محاضرته، شكر غبطته المنظِّمين والداعين للمؤتمر، متمنّياً أن يساهموا في “إيصال صوتنا إلى جميع أصحاب الشأن لخلاص بلادنا ممّا تتخبّط فيه”.

    وأثنى الأستاذIgnacio ARSUAGA رئيس المنظَّمة الداعية للمؤتمر على محاضرة غبطته وعرضه الجريء والقيّم والشفّاف للأوضاع في الشرق.

    ثمّ أجاب غبطته على الأسئلة التي وُجِّهت إليه من عدد من المشاركين.

    وبعد الجلسة، تهافت مراسلو وسائل الإعلام المحلّية والعالمية على غبطته لإجراء المقابلات معه وطرح الأسئلة عليه.

Share this Entry

الأب حبيب مراد

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير