اسمه باتريك فان دير فورست Patrick Van Der Vorst وهو رجل أعمال بارز نسج سمعته من خلال الجهد والتفاني.
وُلد في بروج، بلجيكا، ودرس في جامعة لوفن الكاثوليكية، وهي أقدم جامعة في البلاد، حيث حاز على شهادة في القانون، بحسب ما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. بعد تخرّجه في سنّ الرابعة والعشرين، انتقل إلى المملكة المتّحدة وبدأ العمل في سوثبيز بيلينغشيرست. في سن الـ28، تمّت ترقيته إلى نائب مدير سوثبيز ليُصبح في سنّ الـ31 مديرها ورئيساً لقسم أثاث القارّات، خاصّة الأثاث الفرنسي من القرن الثامن عشر.
بقي مع الشركة حتّى بلغ من العمر 39 عاماً، عندما قرّر المغادرة وتأسيس شركته الخاصة، ValueMyStuff، وهو موقع إلكتروني مُصمَّم لتزويد الأشخاص بطريقة سهلة بهدف تحديد قيمة الأشياء التي يرغبون في بيعها. بالإضافة إلى ValueMyStuff، أسّس سنة 2011 شركة St George Valuations، وهي العلامة التجاريّة المتميّزة لعمله عبر الإنترنت في مجال التحف، والمتخصّصة في التقييمات الشخصيّة. وقد حقّقت الشركة نجاحاً كبيراً.
لكن على الرغم من إنجازاته التجاريّة، شعر أنّ هناك شيئاً ما مفقوداً، فيما دفعته بعض التفاعلات مع عملائه إلى التفكير في كيفيّة مساعدتهم بطرق أخرى. فاكتشف أنّ ما يستمتع به هو مرافقتهم في الأوقات الصعبة. وقال: “يحتاج الناس إلى بيع الأشياء عندما يختبرون الطلاق أو يواجهون صعوبات ماليّة، أو عندما يموت أحد أحبّائهم. فتكون أنت هناك معهم، وتساعدهم في بيع ممتلكاتهم وأعمالهم الفنية. كان هذا أكثر ما أحببته”.
ومع مرور الوقت، أدرك باتريك أنّه لم يعد بإمكانه تجاهل فكرة كانت تراوده دائماً: تكريس حياته لخدمة الله ككاهن. وعلى الرغم من أنّه لم يترعرع في عائلة متديّنة بشكل خاص، إلّا أنّ إيمانه كان قويّاً دائماً. وهكذا، في سنّ السابعة والأربعين، بعد مسيرة تجاريّة ناجحة، قرّر دخول الإكليريكيّة التابعة لأبرشية وستمنستر في كلّية “بيدا” الحبريّة في روما. واتّخاذ هذا القرار لم يكن سهلاً! فدخول الإكليريكيّة في سنّه وترك المشاريع التي عمل عليها لسنوات مع تحقيقه فيها نجاحاً كبيراً، شكّل تحدّياً وضعه بين يدي الله. أمّا في ما يتعلّق بثروته، فقد قرّر توزيع الكثير منها على أفراد أسرته والمنظّمات الخيريّة.
سيمَ كاهناً سنة 2023 في كاتدرائية وستمنستر وتمّ تعيينه قسيساً رعويّاً في كنيسة سيّدة الكرمل والقدّيس جورج في إنفيلد. ومع ذلك، لم تختفِ روح العمل لديه. فمع تكرّسه في خدمة الإنجيل، أنشأ منصّة رقميّة يشارك فيها تأمّلات يوميّة حول الأعمال الفنية المتعلّقة بمقاطع كتابيّة. وقد وصل موقعه الإلكتروني Christian.art إلى أكثر من 70 ألف شخص، حيث يجمع بين شغفه بالفنّ ورسالته في نشر البشرى السارّة للإنجيل.
