–
قداسة البابا يلتقي أعضاء مجمع الكرادلة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي ويعرب عن شكره لرعاة الكنيسة ومؤمنيها على قربهم الروحي
التقى قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة أعضاء مجمع الكرادلة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان. ووجه للكرادلة الناخبين وغير الناخبين كلمة أكد فيها أن الفترة التي خُصصت للكونكلاف كانت مليئة بالمعاني لا لمجمع الكرادلة وحسب بل بالنسبة لجميع المؤمنين. وتابع قداسته يقول: لقد شعرنا خلال الأيام الماضية بمودة وتضامن الكنيسة الجامعة، وباهتمام أشخاص كثيرين نظروا بأعين الاحترام والإعجاب إلى الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي على الرغم من أنهم لا يشاطروننا إيماننا. ومضى الحبر الأعظم إلى القول: ارتفعت من كل زوايا المعمورة الصلوات الحارة للشعب المسيحي على نية البابا الجديد، وكان أول لقاء مع الحشود في ساحة القديس بطرس مفعما بالمشاعر. وتابع البابا فرنسيس معربا عن الامتنان وعرفان الجميل تجاه الأساقفة والكهنة والأشخاص المكرسين والشبان والعائلات والمسنين على قربهم الروحي المؤثر. كما توجه البابا الجديد بالشكر إلى جميع الكرادلة على تعاونهم في قيادة الكنيسة خلال فترة الكرسي الشاغر، خاصا بالذكر الكرادلة أنجيلو سودانو وترشيزيو برتونيه وجوفاني باتيستا ريه. كما حيا الكرادلة الذين لم يشاركوا في الكونكلاف، بالإضافة إلى الكاردينال ميخيا الذي أصيب بنوبة قلبية يوم الأربعاء، وهو يتلقى العلاج حاليا في روما. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى سلفه بندكتس السادس عشر الذي تمكن من إعطاء دفع قوي للكنيسة خلال حبريته من خلال تعليمه، وطيبته وإيمانه وتواضعه، وهي صفات تبقى إرثا روحيا للجميع. وتابع قائلا: نشعر أن بندكتس السادس عشر أضاء في أعماق قلوبنا شعلة: ستبقى مضاءة لأنها تتغذى بصلواته التي ستدعم الكنيسة في مسيرتها الروحية والإرسالية. بعدها أكد البابا فرنسيس أن لقاءه مع مجمع الكرادلة يأتي بمثابة امتداد للشراكة القوية التي تم اختبارها خلال هذه الفترة، إذ يحرك الكل حس عميق بالمسؤولية تدعمه محبة كبيرة حيال المسيح وكنيسته. ومضى البابا إلى القول: أعرب عن رغبتي في خدمة الإنجيل بمحبة متجددة، مساعدا الكنيسة على أن تكون في المسيح ومع المسيح، وأن تكون كرمة الرب الخصبة. ولفت إلى أن جميع الرعاة والمؤمنين مدعوون خلال سنة الإيمان إلى حمل يسوع المسيح للإنسان والسير بالإنسان نحو اللقاء مع المسيح، الطريق والحق والحياة، الحاضر فعلا داخل الكنيسة والذي يعيش مع رجال ونساء زماننا. كما شدد الحبر الأعظم على أن الحقيقة المسيحية جذابة ومقنعة لأنها تتجاوب مع الاحتياجات العميقة للوجود البشري، معلنة بطريقة مقنعة أن المسيح هو المخلص الأوحد لكل إنسان. ثم توجه إلى الكرادلة فدعاهم إلى متابعة خدمتهم بعد أن أغنتهم خبرة الأيام الأخيرة، وامتلأ قلبهم بالإيمان والشركة الكنسية، وقال: إن هذه الخبرة الفريدة سمحت لنا بأن نشعر بجمال الواقع الكنسي، الذي يعكس دوي المسيح القائم من الموت: والذي سننظر يوما ما إلى وجهه الجميل. ختاما أوكل البابا فرنسيس خدمته وخدمة الكرادلة إلى القديسة العذراء مريم، متمنيا أن يواظب الكل على الصلاة. ثم منح جميع الكرادلة ومعاونيهم والأشخاص الموكلين إلى رعايتهم بركاته الرسولية.