من الإرشاد الرسولي "سر المحبة" لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر

“الكنيسة تهب صوتها لكي تعبّر عن طلب السلام والمصالحة الذي يرتفع من قلب كل ذي إرادة صالحة، فترفع هذا الطلب إلى ذاك الذي هو سلامنا”

Share this Entry

الفاتيكان، 19 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 48 و 49 من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة ورسالة الكنيسة.
* * *
الصلاة الافخارستية

48. الصلاة الافخارستية هي “محور وقمة الاحتفال بأسره” (145). ويجب أن يتم تسليط الأضواء على أهميتها بشكل لائق. فالصلوات الافخارستية المختلفة الموجودة في كتاب القداس هي إرث من تقليد الكنيسة الحي وتتميز بغنىً لاهوتي وروحي لا ينضب. ومن الضروري أن يتم وضع المؤمنين في حالة تسمح لهم بتقديرها.
يساعدنا الترتيب العام لكتاب القداس الروماني في هذا الأمر، من خلال تذكيرنا بالعناصر الأساسية المتواجدة في كل صلاة افخارستية: صلاة الشكران، الهتاف، استدعاء الروح القدس، التقديس، سرد تأسيس الافخارستيا، الطلبات، التذكارات، التقدمة، الشفاعة وصلاة المجد النهائية (146).
بوجه الخصوص، تنال الروحانية الافخارستية والتفكير اللاهوتي تنويرًا خاصًا بالتأمل في عمق الوحدة القائمة بين استدعاء الروح القدس وسرد التأسيس (147) الذي فيه “تتم الذبيحة التي أسسها المسيح بالذات في العشاء الأخير” (148).
بالواقع، “تستدعي الكنيسة قوة الروح القدس بدعاء خاص، لكيما تتكرس العطايا التي يقدمها البشر، أي لكي تصبح جسد ودم المسيح، ولكي تكون الضحية النقية، التي نتلقاها في المناولة، لخلاص جميع الذين يشتركون فيها” (149).

تبادل السلام

49. إن الافخارستيا هي بطبيعتها سر السلام. ويجد هذا البعد من السر الافخارستي تعبيرًا خاصًا في طقس تبادل السلام.
بلا شك، نحن في صدد رمز ذو قيمة سامية (راجع يو 14، 27). في زمننا، المشحون بطريقة مخيفة بالنزاعات، ينال هذا الرمز، حتى في إطار الحس المشترك، أهمية خاصة لأن الكنيسة تعي أكثر فأكثر أن طلب عطية السلام والوحدة لأجل ذاتها ولأجل العائلة البشرية بأسرها، هو أحد مهامها الخاصة.
السلام هو بكل تأكيد توق لا يمكن خنقه، وهو حاضر في قلب كل إنسان. والكنيسة تهب صوتها لكي تعبّر عن طلب السلام والمصالحة الذي يرتفع من قلب كل ذي إرادة صالحة، فترفع هذا الطلب إلى ذاك الذي “هو سلامنا” (أف 2، 14) والذي يستطيع أن يصالح الشعوب والأشخاص حتى حيث تفشل المحاولات البشرية.
من كل هذا يمكننا أن نفهم كثافة وعمق طقس تبادل السلام في الاحتفال الليتورجي.
ولكن، في هذا الإطار أيضًا، تمت الإشارة خلال سينودس الأساقفة، إلى ضرورة جعل هذا الفعل أكثر اعتدالاً، لأنه يمكن أن يأخذ طابعًا مفرطًا مولدًا بالتالي فوضى في الجماعة قبل المناولة بالضبط.
من المستحسن أن نذكر كيف أن الرزانة الضرورية لحفظ مناخ لائق بالاحتفال خلال تبادل السلام، لا تنزع شيئًا من قيمة العمل. مثال على ذلك هو الاكتفاء بتبادل السلام مع أقرب الناس منا فقط (150).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير