وأحيى القداس طلاب وطالبات مركز مار منصور من الاطفال الايتام ، عبروا باصواتهم البريئة مع راهبات الفرنسسكان، عن أملهم وصلاتهم المقبولة من أجل عالم تسود فيه لغة المحبة لا شريعة الغاب. ورنم الاطفال الايتام ترانيم تخص السلام والمحبة في القلوب وبين الشعوب، ومنها طوبى للساعين الى السلام ، ويا رب السلام ، أمطر علينا السلام . وأنشد الحضور معهم صلاة القديس فرنسيس الاسيزي من القرن الثاني عشر: “يا رب اجعلني أداة لسلامك، فاضع الحب حيث البغض ، والمغفرة حيث الاساءة ، والاتفاق حيث الخلاف ، والحقيقة حيث الضلال، والايمان حيث الشك ، والرجاء حيث الياس والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة” .
والقى المطران مارون لحام عظة القداس الرئيسية وتمحورت حول دعوة قداسة البابا العالمية للصوم والصلاة من أجل السلام ، وقال اننا في الاردن ، نشترك مع باقي كنائس العالم اليوم ، ونضرع الى الله العلي ان ينشر رداء السلام الكبير على العالم أجمع، لكن صلاتنا اليوم بشكل خاص تتجه نحو منطقتنا العربية ونحو سوريا الشقيقة تحديدا ، لكي تعود الطمأنينة والالفة والامان الى هذا البلد العربي الشقيق. وقال المطران لحام، اننا كذلك نرفع اكف الضراعة من أجل بلدنا الحبيب الاردن ، لكي يبقى منارة للعيش المشترك وواحة أمن واستقرار . وقال مقتبسا من البابا فرنسيس في دعوته للصلاة : “إني أكرر وبصوت عال: ليست ثقافة الصراع، ثقافة التصادم، هي التي ستشيِّد التعايش المشترك في الشعوب وبين الأمم، وإنما تلك: أي ثقافة اللقاء، ثقافة الحوار؛ إنها هي الطريق الوحيد للسلام. لترتفع صرخة السلام عالية حتى تصل إلى قلب الجميع، حتى يضع الجميع الأسلحة جانبا ويسمحوا للتوق للسلام بأن يقودهم”.
وبدوره قال الاب رفعت بدر ، ان هذه الصلاة تأتي فوق الارض الاردنية ، اسوة بباقي كنائس العالم ، الا انّ الاردن له خصوصية، وبخاصة في هذا العام، فقد خرجنا للتو من مؤتمر هام دعا اليه جلالة الملك عبدالله الثاني ، وعالج التحديات التي تواجه العرب المسيحيين ، وسبل تعزيز العيش المشترك ليس في الاردن فحسب وانما في كل اقطار الوطن العربي والعالم . وقال الاب بدر لقد كان لزيارة جلالة الملك للفاتيكان حيث التقى البابا فرنسيس قبل ايام من المؤتمر وكذلك قبل أيام من اعلان البابا عن يوم الصوم والصلاة ، هو دلالة على التقاء الارادات الصالحة والتعاون المثمر بين الفاتيكان والمملكة لما فيه خير الانسان والمنطقة والاسرة البشرية . وختم بدر ان الاطفال الايتام الذين رنموا للسلام في القداس المقام في مركز سيدة السلام ، يمنحون العالم اليقين بان الله تعالى هو الذي يسيّر الكون وهو القادر ان يصغي الى صلوات وأناشيد الاطفال ، لكي تتحقق أمنية الشرق والعالم الاكثر حاجة الا وهي عطية المحبة والسلام .
يذكر ان هذا القداس الرئيسي في كنيسة الراعي الصالح قد تزامن مع الصلوات التي اقيمت في كنائس عدة لبت كذلك نداء البابا للصلاة والصوم ، فقد اقيمت صلوات في كنيسة اسشتهاد القديس يوحنا المعمدان في مادبا ، وفي كنيسة مريم العذراء في الفحيص وفي كنيسة البشارة للاتين في اللويبدة وغيرها من الكنائس الكاثوليكية في المملكة.