السؤال وجهه له كاهن من كينيا وهو التالي: إن المسيحيين في رعيتي يحتفلون بالتكرس لقلب يسوع الطاهر في أول جمعة من كل شهر على مدار 9 أشهر. هل يمكنني حين أغيب لسبب طارئ عن الرعية أن أؤجل الاحتفال الى الجمعة الثانية من الشهر؟
إجابة منه على السؤال قال الأب ماكناميرا أن هذا الموضوع يتعلق بالوعد الذي أعطاه يسوع للقديسة مارغيريت ماري ألاكوك وقد جاء فيه أن الرب سيمنح محبته العظيمة لكل من يكرس نفسه لقلبه كل أول يوم جمعة من الشهر طوال 9 أشهر متواصلة، ولن يموت من دون نوال الأسرار…وقلبه الإلهي سيكون ملاذهم الآمن في اللحظة الأخيرة.
مع أن هذا التكرس اشتهر وانتشر بين المسيحيين مع ظهورات القديسة مارغيريت ماري إلا أنه شيء متجذر في المسيحية فكما يقول القديس أغسطينس: إنه الوصول للمسيح الإله من خلال المسيح الإنسان.
وصى الكثير من المباركين، والقديسين بالتكرس لفلب يسوع الأقدس فيقول القديس أغسطينوس أيضًا: “إذا كنت ترغب في تحقيق معرفة الألوهية، فمن الضروري أن تصعد تدريجيا من خلال الإنسانية وآلام هذه الإنسانية باعتبارها أسهل مسار.”
إن التكرس يرتكز على التأمل بجروحات المسيح لا سيما جرح قلبه. وقد جاء مع هذه التأملات نصوص من الكتاب المقدس يوحنا 19: 34 وأشعيا 53: 5 وبشكل خاص ما جاء في سفر نشيد الأناشيد “قد سبيت قلبي يا اختي العروس قد سبيت قلبي” (4: 9)، وخلال العصور الوسطى تعمقت هذه التأملات وتوسعت مع أفكار جديدة.
هذه التأملات أثرت أيضا في التقوى الشعبية وكذلك في القداس مع إدراج العديد من التراتيل والأعياد المتعلقة بموضوعات من الآلام. “دعني أرنم لك، يا قلب ربي، وأقدم لك تحية الفرح. قلبي يرغب باحتضانك. دعني أكلمك. أي حب قادك. أي ألم أصابك، حتى أفنيت نفسك بالكامل وسلمتها إلينا لكيما لا يستطيع حتى الموت أن يغلبنا؟”
بالعودة الى السؤال قال الأب أنه وبما أن الفكرة هي فكرة شراكة واتحاد بغض النظر عن احتفال بالقداس إذا يمكن أن بقام هذا التجمع حتى في حين عدم الاحتفال بالقداس. كذلك تشير بعض الممارسات الى أن هذا التكرس ليس محصورًا في يوم واحد فقط بل يمكن أن يتم في يوم آخر بنفس الطريقة.
وأخيرًا واستنادًا الى الرحمة الإلهية اللامتناهية قال الأب أن أي شخص يمارس هذه التأملات وحتى إن لم يكن في هذا اليوم المحدد ولكنه يمارسها بنية سليمة، سترافقه النعمة الإلهية،ولا يوجد أي قانون كنسيّ يتناول هذا الموضوع والكنيسة تمتنع عن تشريع قوانين تتعلق بظهورات خاصة حتى ولو تمت الموافقة عليها رسميًّا.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية