"يجب احترام كرامة الإنسان من أجل بنيان مجتمع أفضل"

عظة الكاردينال أندريه فان تروا رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في فرنسا خلال قداس احتفالي بحضور المسؤولين السياسيين والبرلمانيين في فرنسا

Share this Entry

ترأّس الكاردينال أندريه فان تروا رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في فرنسا قداسًا احتفاليًا بحضور المسؤولين السياسيين والبرلمانيين يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول 2013 في بازيليك القديسة كلوتيلد في باريس. وقد تطرّق في عظته إلى مصير الطفل في المجتمع ووضع المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط وغيرها من المسائل الأخرى داعيًا إلى ضرورة احترام كرامة الإنسان من أجل بنيان مجتمع أفضل.

تمحورت عظته على نص قيامة لعازر فتأمّل في شخصيات لعازر ومرتا ومريم في إنجيل يوحنا ونص السامري الصالح في إنجيل لوقا الذي ركّز على الوصية الكبرى وهي حبّ الله والقريب. وصف الكاردينال أندريه الثالث والعشرون المشهد العائلي الذي جمع مريم ومرتا وشدّد على الاختلاف بينهما. فمريم بقيت قابعة على أقدام المسيح تصغي إلى كلمته وتتأمّل بها فكان “لها النصيب الأفضل ولن يُنزع منها” هي من ميّزت الأهم في ذاك الوقت على عكس مرتا التي انصرفت إلى الخدمة. لم يرد القديس لوقا بحسب تحليل الكاردينال أن يسيء بتصرّف مرتا بل بيّن لنا أنّ كلتيهما تخدمان الربّ ولكنّ الخدمة التي قامت بها مريم هي المصدر الأساسي لكلّ من يريد اتباع المسيح.

وتابع الكاردينال بأنّ دعوة المسيحي في هذا العالم لا تقتصر بالاختيار بين مريم ومرتا وإنما نحن مدعوون إلى الغوص أكثر وذلك عبر التأمّل في بيت لعازر الذي كان يضمّ الاستماع إلى كلمة الله (مريم) والعمل بها (مرتا). وانتقل الكاردينال في عظته إلى العهد القديم متسائلاً ما إذا كان يمكن أن نشبّه مجتمعنا بنينوى المدينة الوثنية حين أُرسِل النبي يونان لكي يدعو المدينة إلى الإيمان القويم. إنّ شخصية يونان تبيّن لنا النبيّ المتردّد أمام مهمّته والذي غالبًا ما يختار الفرار أمام الصعوبات.

نحن مدعوون كأهالي نينوى أن نفتح قلبنا إلى كلمة المسيح وإلى التجدد بروحه القدوس فإن كانت نينوى الكبيرة والفاسدة قد استطاعت أن تلين وتستمع إلى تنبيهات النبي فكم بالأحري مجتمعنا ولو أنه وكما يتبيّن لنا فسُد وصُمّ عن كلمة الله؟ علينا أن نسمّر عيوننا إلى كلمة الله وأن نصغي إلى إلهاماته محترمين حريّة كلّ إنسان نعيش معه وأن نحضنه بفرح.

كما وتناول الكاردينال أندريه فان تروا قضيّة الطفل وشدّد على أهميّة الحنوّ على هذه النعمة مشيرًا إلى مصيره المهدّد في الزواج المثلي الذي سمحت به الدولة الفرنسية. وأخيرًا لم ينسَ أن يتطرّق إلى وضع المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط وركّز من جديد على ضرورة احترام كرامة الإنسان: المرجعية المشترَكة في مجتمعنا.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير