يتحدّث الأب إيرول فرنانديز اليسوعي إلى وكالة آسيانيوز عن العمال المسيحيين الذين يشهدون لإيمانهم في بلدان الخليج حيث نظّم الأب رياضة روحية من 4 حتى 6 تشرين الثاني في دبي لمناسبة سنة الإيمان بإسم الكنائس الموجودة بسبب حضور المهاجرين في البلاد. طالما تتوافر حرية ممارسة الدين في البلدان العربية، تبقى المسيحية حية ونابضة بالحياة. وقال الأب، هؤلاء الذين يتمّ اضطهادهم يشبهون المسيح وشهادتهم تهب الكنيسة حياة جديدة.
وتابع الأب إيرول فرنانديز اليسوعي، مدير مدرسة القديس إكزافييه في مومباي قائلاً: “إنّ المسيحيين المهاجرين من آسيا يبقون الإيمان حيًا في الشرق الأوسط” متحدّثًا عن الرياضات الروحية العديدة التي نظّمها في السنوات الماضية في كلّ العالم بما فيها العالم العربي وبلدان الخليج (باستثناء المملكة العربية السعودية).
وصف الأب فرنانديز خبرته بين المهاجرين المسيحيين وتحدّث عن نداء البابا “لا أقبل بشرق أوسط من دون مسيحيين” يوم الخميس الفائت أثناء الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية. بالطبع إنّ البابا يهتمّ بوضع المسيحيين الذين يعانون الاضطهاد في سوريا وتركيا ومصر وأماكن أخرى. وأضاف ذاكرًا كلام البابا: “لا يجب على الخوف أن يحكم على حياتنا” وتابع “هذا يعني أنّ على الجميع أن يكون حرًا وأن يمارس إيمانه أينما وجد”.
نظّم الأب فرنانديز من 4 حتى 6 تشرين الثاني رياضة روحية في دبي (الإمارات العربية المتحدة) تحت عنوان “إحياء النار”. بالنسبة إلى الأب، إنّ لقاء دبي كان فرصة لاختبار الموضوع العام لسنة الإيمان الذي ينادي المؤمنين بتنشيط معتقداتنا وأن نعود إلى جذورنا وأن ننظر بثقة وشجاعة إلى المستقبل.
برأيك، هل يمكن لاستجابة العديد من المسيحيين المهاجرين الآتين من آسيا إلى رياضات الروحية أن تكون إشارة للمسيحية في الشرق الأوسط؟
في الأشهر الأخيرة، كتب العديد من الأشخاص إليّ يقولون بإنّ المناقشات والأنشطة التي تم القيام بها في الرياضات كانت مساعدة لهم. وبالرغم من أنّ العديد من الرسائل تنقل وجهة نظر شخصية، أنا مقتنع أنّ هذه الخبرات بطريقة ما ستساعد أيضًا على تسرّبها في المجتمع كلّه. لطالما فكّرت بأّننا إذا تركنا الله يعمل سيقوم بمعجزات عظيمة. لهذا السبب، أنا لا أكفّ الصلاة إلى الله لكي يمنعني من التدخل في عمل الروح القدس الذي يتحدّث بلغة يمكن أن يفهمها كلّ واحد.
كيف تصف الوضع في الرياضة الروحية الأخيرة نظرًا للأوضاع السيئة التي تحيط بسوريا ومصر؟
لقد ذهبت إلى بلدان عديدة في الشرق الأوسط إنما زرت بالأخص تلك الموجودة في بلدان الخليج: البحرين، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت وعمان. في كلّ هذه البلدان، المسيحية حية ونابضة بالحياة. إنّ الكنيسة تلقى الكثير من التسهيلات وفي السنوات الماضية، كان الحكّام المحليّون متسامحين تجاه المسيحية. ومع أنني لا أملك الكثير من الأخبار عن الوضع الحالي للمسيحيين في سوريا ومصر، إلاّ أنه حدث تاريخي بأن يزهّر الدين المسيحي كلّما تمّ اضطهاده. لقد عاش يسوع حياته وسط الاضطهاد والمصاعب. إنّ هؤلاء الذين يعيشون في البلد نفسه يملكون القوّة على التصرّف كما فعل.
كيف كانت رياضتك الروحية في دبي؟
إنّ عنوان الرياضة كان “إحياء النار”. للنار رمز قوي ويمكن أن يعني الكثير من الأشياء. يمكن أن يشير إلى الروح القدس الذي غالبًا ما يُشار إليه بأسنة من نار أو يمكن أن يتمثّل كنار يسوع عندما اختار أن يبدأ برسالته بحسب إنجيل القديس لوقا: “جئت لألقي على الأرض نارًا”. كما يمكن للنيران أن تشير إلى ما يمكن أن يحرق قلبنا الذي يجب أن يتّقد بالنور وبعطية الإيمان. إنّ الموضوع العام لسنة الإيمان كان العودة إلى جذورنا وهي دعوة للتقدّم بثقة وشجاعة نحو المستقبل. أنا أتمنى أن تكون هذه الرياضة نقطة انطلاق لمثل هذه المسيرة.
ما وضع المهاجرين في دبي؟ هل تستطيع العائلات أن تعيش إيمانها؟
وجد بعض المهاجرين في الإمارات العربية المتحدة أعمالاً جيدة برواتب مقبولة وهي كافية لعيش حياة مريحة. إنّ هذه العائلات هي ممتنة لرؤساء بلادهم حيث يعيشون من أجل الفوائد التي يتلّقونها. إنما للأسف، يوجد الكثير من الناس من يجدون صعوبة بالعيش إنما يبقون لأنّ وضعهم يبقى أفضل من بلدهم الأم.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.