إنّ الكنائس في مصر لا تميّز بين مسيحي ومسلم فتؤمّن لهم من الرعاية الصحية للدروس الموسيقية حتى الاعتناء بكبار السن. وناديا، امرأة في الثلاثينيات من العمر خير شاهد على كل ما تقوم به الكنيسة مع أبناء الله وقد حصلت على معايدة هي وابنها أحمد لمناسبة عيد الميلاد المجيد فاستفادت من كشف طبي لابنها الذي يعاني ارتفاع في حرارة جسمه منذ أكثر من شهر.
وقالت ناديا: “أنا أذهب عادةً إلى العيادات التابعة للمسجد القريب من منزلي في عين شمس وإنما عندما رأيت أنّ حالة ابني تتفاقم يومًا بعد يوم فضّلت أن يكشف عليه أطباء من عين شمس” وعبّرت ناديا بأنها لا تعاني أي مشكلة مع المسيحيين: “أنا أنظّف البيوت وهم يعاملوني معاملة حسنة إنّما فكرت الذهاب إلى الكنيسة تربكني قليلاً”.
إنّ الخدمات الاجتماعية هي جزء لا يتجزّأ من دور الكنائس في مصر – الأورثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية على حد سواء وتقتصر هذه الخدمات على الأطفال وكبار السن والمتزوّجين. ويشير عضو بارز من أعضاء كاريتاس مجدي جرس “إنّ هدفنا هو بثّ الأمل في قلوب المصريين من دون تمييز ديني ونحن بصدد تقديم قروض بفوائد منخفضة وصفوف لمحو الأمية وخدمات صحية كثيرة بالأخص للأطفال والنساء”.
كذلك تدعم كاريتاس ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية وتتواصل معهم عن قرب. ومن جهته، أكّد نبيل نجيب على أنهم يحرصون على تجنّب المناقشات الدينية: “نحن نعمل في العديد من القرى والأحياء الفقيرة ونحن شديدو الحساسية لتجنّب منطقة تتعدد فيها الأديان. وغالبًا ما نعتمد على الراهبات بشأن المسائل الصحية على سبيل المثال”. وعبّرت فاطمة وهي طبيبة نسائية في عيادة مسجد الرحمة أنّ عمل المحبة في الكنائس لطالما كان مصدر إلهام لأعمال المحبة التي تقيمها المساجد منذ ثلاثين عامًا: “عندما بدأ العمل في العيادة منذ 25 عامًا تقريبًا، تذكّرت عمّي الذي قال لي مرة أنه استوحى فكرة القيام بعيادة من المسيحيين عندما رأى امرأة مسلمة تصطحب صغيرها عند الطبيب وهذا أمر جيد أن نتعلّم من بعضنا البعض. كما أسسنا صفوفًا حيث يتطوّع الأساتذة لساعات من أجل تعليم التلاميذ الفقراء”.
وكم تذكّرنا هذه الحالة بكلام الأب يعقوب الكبوشي الذي يخبر عن “الينبوع الذي لا يسأل العطشان قل لي قبل أن أسقيك من أي بلد أنت”.