هل يسوع هو الله الآب؟ وإذا كان الجواب سلبيًا، كيف يكون الله واحدًا؟

لمن يعرف ولو قليلاً من علم اللاهوت الجواب واضح جدًا: “كلا، يسوع ليس الآب! ولكن يسوع هو واحد والآب. ولذا إله المسيحيين إله واحد وليس عدة آلهة!”.

Share this Entry

كثيرون لا يفهمون هذا الجواب بسبب خطأ في مقاربة المسائل اللاهوتية، وخصوصًا مسألة الثالوث الأقدس. هو خطأ النظر إلى الموضوع من مُنطلق علم الحساب أو من منطلق العلم الوضعي. فيقول لك البعض: “تقولون أنتم المسيحيون أن الله ثالوث ومع ذلك أننا لسنا بصدد ثلاثة آلهة، بل إله واحد. أي ما تقولون هو: 1+1+1=1. أين المنطق؟”. أو: “لماذا تعقيد الأمور؟ إذا كان يسوع واحدًا مع الآب، فهذا يعني أنه الآب؟”.

أبدأ بالإجابة على الاعتراض الثاني: ليست المسألة مسألة بحث عن تعقيد أو ما شابه ذلك. ولا يمكننا أن نقول: فلنبسط الأمور (بالعامية نقول: “خلينا نحلها حبيًا”). أردد دومًا أن الثالوث الأقدس ليس مسألة خلاصة توصل إليها المسيحيون، بل هي وحي وكشف أعطانا إياه يسوع المسيح خلال حياته الأرضية ووَصَلَنا من خلال شهادة الرسل والإنجيليين. وقد سعى المسيحيون لفهمه على مدى العصور، مدركين منذ الأصل أن سر اللاهوت لا يُسبر بالكامل. فالله أسمى وأكبر من كل ما يحدسه الإنسان وفكره وتحليله.

أما الاعتراض الثاني، فهو سخيف لدرجة أنه لا يستحق الاعتبار. ولذا أجيب بالسخرية: 1x1x1=1… أين المشكلة؟؟!! …

ومع ذلك، أكرر: ليست المعادلة الحسابية هي التي تحل مسألة اللاهوت الثالوثي. فلو كان فينا ولو قطرة من الإدراك ومن الاحترام لتسامي الله، لأدركنا أننا لا نستطيع أن نختزل الله بالأرقام. لا الواحد ولا المليار! الله أكبر وأسمى من أعدادنا وخزعبلاتنا. الله هو ذاته ويجب قبوله كما يكشف عن ذاته. ويقول لنا القديس يوحنا في مطلع إنجيله: “إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه” (يو 1، 18).

ولذا بالعودة إلى السؤال: وحدة يسوع بالآب لا تنبع من حتمية العدد بل من قوة الحب الموحدة. الله يسمو على الفردية والتعددية لأنه محبة. ولذا يسوع ليس الآب كأقنوم، ولكنه واحد مع الآب في طبيعة الألوهة ووحدة الكيان واتحاد الإرادة.

بنعمة العقل المستنير بالإيمان والوحي الإلهي ندرك ان وحدانية الله ليست وَحْدَةَ الانانيةِ بل اتِّحَاد الحُب… وبَعْدَ ان عرفنا وجهَ الله الحق في يسوع المسيح، لم يعد يمكننا ان نقبل إلهًا يَقضِي ازَليته في انطواءِ وحدةٍ انانية. حاشا!! اللهُ محبة . من يرى المحبة يرى الثالوث. إذ في كل محبة حقة هناك صورة للثالوث: فهناك مَن يُحِبُّ، وهناك المحبوب وهناك المحبة التي تربطهما وتكمل وحدتهما… ليس هناك ثلاثة، بل واحد في المحبة. الله واحد لا في قَدَرِ العددِ بَلْ بِقُدْرَةِ المحبة. المجد للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير