على مثال يوحنا بولس الثاني، إيمان فرنسيس من حجر (1)

بحسب تحليل حول القواسم المشتركة بين البابوين

Share this Entry

حلل برنارد لوكونت وهو كاتب سيرة حياة البابا يوحنا بولس الثاني ويكتب تاريخ البابوات من 1789 الى يومنا هذا، النقاط المتشابهة بين شخصيتي البابوين يوحنا بولس الثاني وفرنسيس وقد نشرته مجلة “لافي” la vie  الفرنسية.

هل يمكن بنظركم المقارنة بين البابا فرنسيس ويوحنا بولس الثاني؟

برأيي نعم يمكننا، ولكن على شرط أن نبقى حذرين للغاية، لأنه من السابق لأوانه أن نحكم على حبرية البابا فرنسيس! لقد دامت حبرية يوحنا بولس الثاني 26 سنة، فإن دامت حبرية البابا فرنسيس وقتًا طويلا أيضًا فسيكون لدينا بالتأكيد أشياء كثيرة لنقولها. لا يمكننا اليوم إلا أن نخط الملاحظات الأولية. من ناحية “الشخصية” يبان لي أن المقارنة واضحة بين البابوين: ففرنسيس كيوحنا بولس الثاني هو راعٍ، وكل واحد منهما أتى من بلد بعيد، وهما لم يعرفا الكوريا جيّدًا، كانا يملكان فقط خبرة كبيرة في أبرشيتيهما: كل واحد منهما كان على رأس آلة كبيرة وعلى كتفيه مسؤوليات جمة، ورعايا كبيرة لخدمتها وعدد كبير من الكهنة للإهتمام به. شهد الإثنان على تجارب تاريخية منخرطة بعمق في السياسة: برغوليو مع المجلس العسكري في فيديلا، وفويتيلا مع النظام الشيوعي، أتيا الى روما مع تجربة مقدسة في تاريخ البشرية! لا يجب أن ننسى فارق السن بين الرجلين: كان يوحنا بولس الثاني في ال56 من عمره عندما انتخب بابا، في حين أن فرنسيس كان يبلغ 77 عاما عند انتخابه. لا يمكننا أن ننكر أن البابا فرنسيس سيشيخ بعد بضع سنوات ولن يتمكن من التشبه بالبابا يوحنا بولس الثاني في جولاته الكبرى في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية…

من الناحية السياسية، هل تعتقد أن البابوين متقاربان؟

ما يبدو لي ملحوظًا هو حسهم العولمي. حين انتخب يوحنا بولس الثاني عام 1978 وسافر الى المكسيك وبولندا عام 1979، فهمنا أن بعد السلطة الكنسية تغيّر. دفع البابا البولندي بكنيسة روما الى متابعة حركة العولمة على نحو استباقي. لم يظهر بندكتس السادس عشر اهتماما خاصًا بهذا الموضوع فبقي “أوروبيًّا” جدًّا. أما عند فرنسيس، ولو أنه لم يسافر كثيرًا، فنجد الوعي نفسه بأن العالم قد تغير، وبأن الكنيسة أيضًا تبعت العولمة، لا محالة. إن جهوده لإصلاح الكوريا، والأسماء التي عينها في الكونسيستوار الأخير تظهر أن فرنسيس يضع نفسه في منظور عالمي: فكدنا ننسى نسبة الإيطاليين وغير الإيطاليين وغير الأوروبيين في الجسم الكنسي!

هل تغيرت طريقتهم في إدارة الكنيسة، مع العلم بأن الأزمنة والعادات الشفافة تغيرت؟

صحيح أن الأزمنة تغيرت، بخاصة من حيث الشفافية، التي نسبت لبندكتس السادس عشر سوء فهم تاريخي! علاوة على ذلك، ومرة أخرى، من المبكر جدًّا الحكم. ولكن حول موضوع “السلطة” يمكننا أن نرى بالفعل أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الرجلين. لم يكن يوحنا بولس الثاني متعلقًا بالسلطة بل كان يتركها للمحيطين به، وكان يحتفظ لنفسه بالأساسي: المبادرات الرئيسية، السفر في جميع أنحاء العالم، العظات الكبيرة…كان يخاف من أن يشله كم العمل الهائل، والمناقشات داخل الكوريا. من ناحية البابا فرنسيس، فهو منذ انتخابه، أظهر رغبته في تحقيق اللامركزية في سلطة الكنيسة، وهيمن نمطه الشخصي على السلطة، فضلا عن استعداده لإصلاح الكوريا. بعد مرور عام على انتخابه لا يمكننا إلا أن نلحظ هذه الإنجازات المختلفة: المستقبل وحده سيقول إن كان فرنسيس سيظل أسقفًا بين الأساقفة أم سيكون بابا قد ترك بصمته!

(يتبع)

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير