“إذا أردنا أن نمجّد الرب، علينا ألاّ ننسى ما قام به من أجلنا وهذا يعني أن نتذكّر خطايانا وأن نكون صادقين مع أنفسنا” هذا ما فسّره البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مرتكزًا على قراءات اليوم بحسب الطقس اللاتيني.
استهلّ العظة معلّقًا على القراءة الأولى من رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية (1: 13-24) مؤكدًا بأنّ الرب “اختار شعبه ورافقهم في حياتهم حتى في أصعب الأيام” وكان قد استذكر القديس بولس سيرته السابقة ولم يخفِ خطاياه. وقال البابا: “إنّ ما قام به الرب مع شعبه لا يزال يقوم به حتى اليوم مع كل واحد منا” ثم تابع البابا: “لقد تمّ اختيارنا نحن لكي نكون مسيحيين… إنها نعمة، نعمة المحبة”.
وقال: “إنّ تذكّر بولس لسيرته الماضية هو ما يجعل منه بولس، لقد اعترف بأنه اقترف الفظائع بحق المسيحيين واضطهد الكنيسة. بولس لا يقول أنا جيد، أنا ابن هذه العائلة وأتمتّع بهذا الشرف… كلا، بولس قال، أنا مضطهد وكنت سيئًا”. لقد تذكّر بولس سيرته الماضية وذكرها منذ البداية.
“نحن لسنا معتادون على تذكّر سيرتنا. ننسى الأشياء ونعيش في الحاضر وننسى الماضي. وكل واحد منا له تاريخ: تاريخ نِعم، تاريخ خطايا، تاريخ من القصص… إنه لمن المهم جدًا أن نصلي مع تاريخنا. صلاة كتلك التي صلاها القديس بولس حيث أخبر عن جزء من سيرته ولكنه يقول عمومًا: “لقد اختارني! لقد دعاني! لقد خلّصني! لقد رافقني في المسير!…”
وتابع البابا فرنسيس: “عندما نتذكّر سيرتنا الخاصة نمجّد الله. نتذكّر خطايانا فنرى أنّ الله خلّصنا وبذلك نمجّده. لقد قال بولس بإنه يملك أمرين: خطاياه ونعمة الرب المصلوب: لقد كنت خاطئًا إنما المسيح المصلوب قد خلّصني”.
“أما عندما قال يسوع لمرتا: “أنت تهتمين بأمور كثيرة وأما المطلوب فهو واحد فمريم اختارت النصيب الأفضل” ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن نصغي إلى الرب وأن نتذكّر. لا يمكنكم أن تصلوا كل يوم كأنكم لا تملكون أي تاريخ. لكل واحد منا تاريخ. غالبًا ما ننشغل مثل مرتا، بالعمل وأحداث النهار، بكل الأشياء التي علينا القيام بها وننسى هذا التاريخ”.
ثم أشار البابا فرنسيس إلى أنّ علاقتنا بالرب لا تبدأ في يوم العماد بل تصبح “مختومة” هناك. إنّ علاقتنا تبدأ معه منذ الأزل، نظر إلينا واختارنا. علينا أن نتذكّر بأنه اختارنا، الله اختارنا. علينا أن نتذكّر العهود التي قطعناها. هل احترمناها أم لا؟ كلا، لأننا خطأة ونحن نتذكّر ذلك ونتذكّر وعد الله لنا الذي لا يخيّب وهذا هو رجاءنا. هذه هي الصلاة الحقيقية”.
ثم ختم البابا عظته بدعوة لصلاة المزمور 138: “يا رب اختبرتني وأنت بي عليم، إنك عرفت قيامي وقعودي وأنت لأفكاري من بعيد فهيم وإنك مطّلع على حركتي وركودي ولقد تبيّنت جميع سبلي”.