من جهة، يبدو أنّ السياسة الدينية التي اعتمدتها الحكومة (التي تعتمد إلى حد كبير على الديناميات الإقليمية) غير متجانسة ويبدو جليًا أنّ السياسة في هذه السنوات الخمس والثلاثين قد تبدّلت مما يجعل الأمر أكثر صعوبة أمام الخارج. ومن جهة أخرى، إنّ التوترات الداخلية بين المسيحيين الصينيين هي عامل انقسامات لا يمكن التخفيف بشأنها. لذا يصعب فهم الوضع العام للمسيحيين في الصين بسبب التناقضات الداخلية للسياق الاجتماعي والديني والبيئة السياسية.
ومع ذلك، تصبح العملية أكثر تعقيدًا إذا ما قررنا تقديم الكنيسة في الصين إلى الغرب إذ ما يلبث أن يسألوا مباشرة: “كيف يتعايش الكاثوليك في الصين؟ كيف يكيّفون حياتهم الجنسية مع “سياسة الطفل الواحد” و”الحظر الديني لاستعمال وسائل منع الحمل”؟ إنّ كل هذه الأسئلة هي مفيدة ومثيرة للاهتمام لكنها تترك مجالاً كبيرًا للمشاكل والتحديات التي يواجهها المسيحيون في الصين. وإذا ما أراد أحد أن يتحدّث عن المسيحيين في الصين فعليه أولاً أن يجيب على هذه “الحشرية” الغربية أولاً.
إنّ الأمر الوحيد الذي يلاقي الغربيين بالمسيحيين في الصين هو هذا النمو السياسي الإقتصادي الذي وصلت إليه الصين ولا يمكن لواشنطن ولندن وباريس أن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المنافسة الجديدة والسؤال الذي يطرح نفسه: “هل نحن ندخل في لعبة واشنطن وباريس ولندن حتى نشوّه سياسة الصين؟ هذا لا يعني أنّ الصين هي جنة ولكنها ليس أيضًا جهنم مثلها مثل أي دولة أخرى تضيّق على المسيحيين! وأشار شامبون في ختام مقاله بأننا نحن كمسيحيين علينا أن نخدم الخير العام وليس الهيمنة الغربية المشتركة وإلاّ سوف نكون نحن من يضطهد المسيحيين في الصين!