إنّ البابا فرنسيس يكنّ تكريمًا خاصًا لمريم العذراء التي تحل العقد! فبينما كان يدرس في ألمانيا في الثمانينيات اكتشف تكريمه الخاص لها عندما كان في كنيسة القديس بطرس في أوغسبورغ. وكان يوجد في الكنيسة لوحة تعود الى عام 1700 تصوّر مريم في السماوات ومن حولها الملائكة، تقف على هلال وتسحق رأس الحية، الشيطان. تحمل بيدها شريطًا طويلاً وتفكّ عقدة كبيرة واحدة من بين العقد العديدة على الشريط.
إنّ هذا التكريم كان له تأثيرًا كبيرًا في حياة البابا فرنسيس وبكونه كان رئيس أساقفة بيونس آيرس عرّف الناس على مريم العذراء التي تحل العقد وشجّع على تكريمها وكانت جد مشهورة في وسط الأرجنتين والبرازيل.
وهذه مقتطفات من صلاة تساعية مريم العذراء التي تفكّ العِقد بحسب ما أوردها موقع catholicstraightanswers.com: “أيتها العذراء مريم، أم المحبة الجميلة، الأم التي لم تترك يومًا ولدًا يصرخ مستنجدًا، والأم التي تعمل يداها بدون توقّف من أجل أولادها المحبوبين، لأنّ الحب الإلهي هو الذي يدفعها على ذلك، وتفيض من قلبها الرحمة اللامتناهية، أميلي بنظرك المملوء بالشفقة إليّ. أنظري الى “العقد” التي تخنق حياتي. إنك تعرفين يأسي وألمي وتعرفين كم تعيقني هذه العقد.
يا مريم، أنت الأم التي كلّفها الله بفكّ العقد في حياة أولادها، إني أضع شريطة حياتي بين يديك. لا أحد يستطيع حتى الشر أن ينزع شريطة حياتي بعيدًا من رعايتك الرحومة. بين يديك لا توجد أي عقدة من دون حلّ. أيتها الأم الكلية القدرة، بنعمتك وقوة شفاعتك لدى ابنك يسوع، محرري، إقبلي اليوم هذه العقدة (سمِّ العقدة). لمجد الله أطلب منك فكّها، وفكّها الى الأبد. فيك أضع رجائي.
أنت المعزية الوحيدة التي أعطاني إياها الله. أنت حصن لقواي الضعيفة وغنى لأوهاني وخلاص لكل ما يمنعني من أن أكون مع المسيح. إقبلي دعائي، إحفظيني، أرشديني، إحميني أنت ملجأي الأكيد”.
إنّ مريم تريد منا أن نبقى بالقرب من يسوع ولا تريد أبدًا أن نفقد الرجاء. نعم، نحن في بعض الأحيان تشبه حياتنا عقدة كبيرة نتيجة الظروف الصعبة التي نمرّ فيها التي تتخطى قدرتنا على التحكّم بها، عندما نواجه مشكلة طبية أو مادية وصعوبات في علاقاتنا مع الناس من حولنا. ومع ذلك، نحن نتطلّع الى مريم العذراء التي تحل العقد التي وقفت بإيمان على أقدام صليب ابنها واثقة بأنّ الجمعة العظيمة ستتحوّل الى مجد القيامة.
غالبًا ما تكون عقدنا في الحياة من صنع أيدينا وكم من المرات تتشكّل عقدنا لأننا عصينا تعاليم الكنيسة والوصايا واتهمنا الله والآخرين (كما فعل آدم وحواء) على ما نحن قمنا باختياره. ومع ذلك، يمكننا بقلوب خاشعة ومتواضعة أن نعتمد على الصلوات وشفاعة مريم العذراء من أجلنا لكي تدلّنا على الدرب الصحيح وتساعدنا على فك عقد حياتنا ونعيش بحريّة أبناء الله.