لنتأمل مع بندكتس

لخامس والعشرون من يناير

Share this Entry

روما، 25 يناير 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل الخامس والعشرين من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

إرتداد مار بولس

إن الإرتداد بالمعنى البولسي للكلمة حدث أكثر جذرية من إعادة النظر في بعض الآراء والمواقف السابقة على سبيل المثال. إنه حدث موت، أي بكلمات أخرى، دفن الإنسان القديم واستبداله بإنسان جديد تكفّ فيه الـ”أنا” الذاتية عن كونها كياناً مستقلآً وقائماً بحدّ ذاته. فتراها تنسلخ بعيداً عن هذا الكيان لتحلّ في ذات جديدة. فلا تُحجَب الـ”أنا” وحسب، بل عليها أن تتفلّت من ذاتها التي تأسرها كيما تلتقي ذاتها مجدداً بانسجام في “أنا” جديدة وأعظم. في الرسالة إلى أهل غلاطية، تبرز الفكرة الأساسية حول طبيعة الإرتداد مجدداً –باعتباره استسلاماً للـ”أنا” القديمة والمنعزلة في ذاتيتها كيما تجد نفسها في وحدة ذات جديدة تفجّر حدود الـ”أنا” وقيودها ما يجعل الإتصال ممكناً مع ما هو في أساس كل الوجود- مع تأكيدات جديدة في سياق آخر… فهناك واحد فقط حمل الوعد، وكل ما هو خارج عنه ليس سوى عالم من الفوضى وتحقيق الذات يتنافس فيه البشر ويتزاحمون ويرغبون في منافسة الله، فيكون حسبهم أنهم بالكاد يرقون إلى مستوى طموحهم الحقيقي… فمع المسيح تصبح إنساناً جديداً وفريداً، ونتيجة لذلك –وبفعل اندماج حالات الـ”أنا” المختلفة- تلقى نفسك ضمن نطاق الوعد.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير