السابع من مايو
روما، الأربعاء 7 مايو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
لِم تحتاج الكنيسة للسر المريمي
علينا أن نُضْحي توقًا إلى الله. يقول آباء الكنيسة أن الصلاة، إذا ما فهمناها على حقيقتها، ليست إلا أن يصير المرء توقًا إلى الله. لقد تمت استجابة هذه الطلبة في مريم: فهي بمثابة إناء التوق المنفتح، حيث تصير الحياة صلاةً والصلاة حياة. يُعبِّر القديس يوحنا بشكل رائع عن هذا التحول من خلال إحجامه عن ذكر اسم مريم في كل إنجيله. لم يعد لها اسم سوى اسم “أم يسوع”. كما ولو أنها أسلمت بعدها الشخصي لكي تكون الآن بكليتها في متناوله، وصارت شخصًا بهذا الشكل بالتحديد… أعتقد أننا ليس من باب الصدفة – نظرًا لعقليتنا الغربية الذكورية – قد قمنا بشكل تصاعدي بفصل المسيح عن أمه دون أن نوقن أن أمومة مريم قد يكون لها معناها بالنسبة للاّهوت والإيمان. يميز هذا الموقف كامل مقاربتنا للكنيسة… لذا، إن ما نحتاجه هو أن نعتزل وجهة النظر الأحادية الجانب والمرتكزة على أهمية النشاط هذه، وإلا جعلنا الكنيسة تنحط فتصبح مجرد نتيجة لخلقنا وتصميمنا. الكنيسة ليست بضاعة مصنعة؛ بل هي حنطة الله الحية التي يجب أن نتركها تنمو وتنضج. ولذا تحتاج الكنيسة إلى السر المريمي. تستطيع الكنيسة أن تكون مثمرة فقط إذا ما تحلت بهذه الخاصية، أي إذا ما صارت تربة مقدسة “للكلمة”. علينا أن نستعيد رمز التربة الخصبة؛ علينا من جديد أن نُضحي انتظارًا، وأن نصير أشخاصًا يعيشون الاستجماع الداخلي ويفسحون “للكلمة” مكانًا عبر عمق الصلاة، والتوق، والإيمان.