السابع من يوليو
روما، الإثنين 7 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الأسرار
نحن نؤمن أن الأسرار السبعة تتضمن بنية الحياة البشرية وأحداثها الكبرى. نحتاج لهذه اللحظات الهامة – لحظة الولادة والموت، النمو والزاوج – إلى علامة تهب هذه اللحظة ملء بنيتها، وعدها الحق، وبالتالي بُعد الشركة سوية… الإيمان ليس أمرًا معزولاً في فراغ؛ بل هو يدخل في العالم المادي. وعبر علامات من العالم الحسي ندخل في اتصال مع الله. هذه العلامات هي تعبير عن طبيعة إيماننا الجسدية. إن تداخل الأبعاد الحسية والروحية هو الامتداد المنطقي لواقع صيرورة الله جسدًا وإشراكنا بذاته عبر عناصر الأرض. الأسرار هي بالتالي نوع من الاتصال بالله بالذات. تشير إلى أن الإيمان ليس مجرد أمر روحاني، بل هو واقع يتضمن الجماعة ويخلق الجماعة، ويتضمن الأرض والخليقة، التي تضحي بهذا الشكل شفافة مع كل عناصرها. النقطة الرئيسية هي أن بُعد الشراكة، والبُعد الجسدي للإيمان، يعبر عن ذاته في الأسرار وهذا الأمر يوضح في الوقت عينه أن الإيمان ليس واقعًا ينشأ في داخلنا بل يأتي من سلطة أعلى. بالطبع، تُوكل هذه الأسرار إلى حريتنا، تمامًا ككل الأِشياء التي يقوم بها الله.