السادس والعشرون من نوفمبر
روما، الأربعاء 26 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس والعشرين من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
أتباع الملك
يسوع الناصري، ابن النجار المصلوب، هو جوهريًا الملك لدرجة أن لقب “ملك” صار اسمه الشخصي. عبر تسمية ذواتنا “مسيحيين”، نحن نعرف عن أنفسنا كأتباع الملك، كشعب يعترف به كملكه. ولكننا نستطيع أن نفهم معنى ملوكية يسوع المسيح فقط إذا ما تتبعنا أصولها في العهد القديم، حيث نكتشف أمرًا مفاجئًا. من الواضح أن الله لم يرد أن يكون لإسرائيل مملكة. فالمملكة كانت ثمرة تمرد إسرائيل على الله وعلى أنبيائه، وكارتداد عن إرادة الله الأولية. كان يحب على الشريعة أن تكون ملك إسرائيل، ومن خلال الشريعة أن يكون الله بالذات الملك… ولكن إسرائيل حسد الشعوب المجاورة وملوكها الأقوياء… وللمفاجئة، خضع الله لإصرار إسرائيل وأقام نوعًا جديدًا من الملوكية له. ابن داود، الملك، هو يسوع؛ وفيه دخل الله البشرية وتزوجها… لا يملك الله مشروعًا ثابتًا يتوجب عليه تحقيقه، بل على العكس، لديه سبل عديدة ومختلفة لإيجاد الإنسان وحتى لتحويل سبله السيئة إلى سبل جيدة. يمكننا أن نعاين هذا الأمر، على سبيل المثال، في حالة آدم، الذي أضحت سقطته سقطة سعيدة، ونرى الأمر عينه في كل سبل التاريخ المعوجة. هذه هي إذًا ملوكية الله – حب منيع وقدرة خلاقة تجد الإنسان في أشكال متجددة دومًا… ملوكية الله تعني أنه يجب علينا أن نثق به ثقة وطيدة… ما من داعٍ للخوف أو للاضطراب. يمكننا دومًا أن نجد الله.
.