بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 23 يناير 2009 (Zenit.org). – منح الأب الأقدس الشركة الكنسية لبطريرك السريان الأنطاكيين، صاحب الغبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المنتخب بطريركًا للسريان الأنطاكيين من قبل سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الذي عقد في روما من 18 إلى 20 يناير 2009.
سيرة البطريرك الجديد في سطور
صاحب الغبطة هو من مواليد الحسكة (سوريا) في 15 نوفمبر 1944. قام بدراساته اللاهوتية في إكليريكية دير الشرفة (لبنان)، وفي جامعة الأوربانيانا الحبرية في روما.
سيم كاهنًا في 12 سبتمبر 1971. وبعد خدمة تعليمية ورعوية في بيروت، أرسله البطريرك السرياني في عام 1986 إلى الولايات المتحدة حيث خدم هناك الرعية السريانية الكاثوليكية وفتح عدة إرساليات سريانية.
من عام 1990 حتى عام 1995، شغل منصب “مبعوث مجمع الكنائس الشرقية للسريان الكاثوليك في الولايات المتحدة وكندا”.
في 18 نوفمبر 1995، عينه الأب الأقدس يوحنا بولس الثاني، أسقفًا في الولايات المتحدة لأبرشية سيدة الخلاص في نوراك للسريان الكاثوليك؛ وفي 9 ديسمبر 1995، عين زائرًا رسوليًا للمؤمنين السريان الكاثوليك في أمريكا الوسطى.
البابا يقبل منح الشركة الكنسية
وقد قبل الأب الأقدس بندكتس السادس عشر منح الشركة الكنسية بشكل رسمي عبر رسالة وجهها أمس للبطريرك الجديد، وقامت بنشرها علانية اليوم دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.
عبر البابا في الرسالة عن “فرحه العارم” لانتخاب البطريرك الجديد وقال لصاحب الغبطة: “أقبل بسعة قلب، أيها الأخ الحبيب في يسوع المسيح، طلبكم الشركةَ الكنسية، بحسب تقليد والتزام كل الكنيسة الكاثوليكية. يسرني، في هذه المناسبة، أن أتوجه إليكم بأحر التهاني، مؤكدًا لكم محبتي الأخوية”.
وطلب إلى الرب “سيد التاريخ وراعي الكنيسة” أن يملأ البطريرك بنعمه على مدى خدمته الجديدة، “لمجد الله وتعزية النفوس الموكلة إلى عنايتكم الأبوية ولخير الكنيسة الجامعة”.
البابا يستقبل البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان
كما واستقبل الأب الأقدس ظهر اليوم البطريرك الجديد مع الأساقفة الذين شاركوا في سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية في روما لانتخاب البطريرك.
وطلب البابا إلى الرب أن يمنح صاحب الغبطة “النعمة الإرسالية” لكي يستطيع أن “يخدم الكنيسة ويمجد اسم الرب القدوس أمام البشر”.
وذكر البابا بتاريخ الكنسية السريانية العريق مشيرًا إلى الرباط الحميم الذي ربط عمودي الكنيسة الرسولين بطرس وبولس بأنطاكيا، وهي المكان حيث أطلق على التلاميذ للمرة الأولى لقب “مسيحيين”.
كما وذكر بالقديسين العظام الذين أعطتهم للكنيسة وبشكل خاص “القديس اغناطيوس، أسقف أنطاكيا، والذي بحسب التقليد، يأخذ أساقفة أنطاكيا السريان اسمه عندما يقبلون الخدمة البطريركية؛ والقديس افرام، المعروف عمومًا باسم السرياني، والذي ما زال نوره الروحي ينير بشكل حيوي الكنيسة الجامعة”، والعدد الكبير من الشهداء.
وتابع البابا موضحًا أن البطريرك الجديد هو الحارس الأول لهذا الإرث، وأن دور الأساقفة الآخرين هو مساعدته على الحفاظ على هذا التراث الثمين وتجنب الإنقسام.
وبالحديث عن معنى الشركة الكنسية، قال البابا: “الشركة مع أسقف روما، خليفة الطوباوي بطرس الرسول، الذي أقامه الرب بالذات ركيزة مرئية لوحدة الإيمان والمحبة، هي ضمانة للرباط مع المسيح الراعي، وهي تُدخل الكنائس الخاصة في سر الكنيسة الواحدة، المقدسة، الجامعة والرسولية”.
رسالة المسيحيين الشرقيين في الشرق والغرب
وبعد أن ذكر البابا بأن البطريرك الجديد هو وليد الشرق وقد خدم في الغرب، وبالتالي يحمل في قلبه خبرة الشعبين، قال: “رغبتي أن تتابع الجماعات المسيحية العيش والشهادة لإيمانها في الشرق، الذي منه أتى تبشير الإنجيل، مثلما فعلت على مدى العصور”.
وتمنى من ناحية أخرى “أن ينال العناية الرعوية المناسبة جميع الذين يقطنون الآن في اماكن اخرى، لكيما يحافظوا على ارتباطهم بجذورهم الدينية بشكل مثمر”
وأضاف: “أطلب مساعدة الرب لأجل كل الجماعة الشرقية، لكيما تعرف، حيثما وجدت، ان تنخرط في إطارها الاجتماعي والكنسي الجديد، دون أن تفقد هويتها الشخصية وأن تحمل طابع الروحانية الشرقية، لكيما باستعمالها “كلمات الشرق والغرب” تستطيع الكنيسة أن تتحدث عن المسيح إلى الإنسان المعاصر بشكل مناسب”.
وأردف قائلاً: “بهذا الشكل، سيتمكن المسيحيون أن يواجهوا التحديات الطارئة التي تعيشها البشرية، وأن يبنوا السلام والتضامن الشامل وأن يشهدوا “للرجاء الكبير” الذين يحملونه بلا كلل”.