بقلم طوني عساف
الفاتيكان، الأربعاء 28 يناير 2009 (ZENIT.org) – “في هذه الأيام التي فيها نتذكّر المحرقة، أعود بالذاكرة الى الصور التي جُمعت خلال الزيارات المتعددة والمتتالية الى أوشفيتز، حيث فقد ملايين اليهود حياتهم، وكانوا ضحايا أبرياء للبغض العرقي والديني الأعمى”.
بهذه الكلمات استهل البابا بندكتس السادس عشر كلمته عن المحرقة، بعد كلمته خلال المقابلة العامة يوم الأربعاء، معرباً من جديد عن تضامنه مع الشعب اليهودي “ابناء العهد الأول”.
وتمنى قداسته أن تحث ذاكرة المحرقة البشرية “على التفكير حول قوة الشر عندما يسيطر على قلب الإنسان”. “فلتكن المحرقة – قال قداسته – حافزاً للجميع للابتعاد عن البغض، لأن العنف الذي يُقترف بحق شخص واحد، هو عنف بحق الجميع”.
ودعا البابا الى عدم إهانة كرامة الإنسان بعد الآن.
وكان البابا قد قال في الماضي عن أوشفيتس والمحرقة، عندما زار أوشفيتس بيركينا، بأن ما حصل في ذلك المكان الغارق في الألم البشري “يساعدنا على فهم سخرية ذلك النظام الذي كان يعتبر البشر سلعاً، وليس ككائنات بشرية تشع من خلالها صورة الله. لقد أراد نظام هتلر أن يقضي على الشعب اليهودي برمته، أن يمحوه من لائحة شعوب الأرض”.
وقال البابا في تلك المناسبة: “أمام رعب أوشفيتس لا يوجد جواب سوى صليب يسوع المسيح: الحب الذي انحدر الى أعماق الشر، ليخلص الإنسان”، داعياً البشرية الى عدم نسيان “أوشفيتس ومصانع الموت التي حاول النظام النازي فيها أن يقضي على الله ليأخذ مكانه”.