الفاتيكان، الأربعاء 28 يناير 2009 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الأربعاء عن الرسائل المنسوبة للقديس بولس والمعروفة بـ الرسائل الرعوية لأنها أرسلت لا إلى جماعات بل إلى أفراد هم من رعاة الكنيسة: هذه الرسائل هي: الرسالتان إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس. بحسب التاريخ الكنسي لأوسابيوس القيصري في القرن الرابع، تيموثاوس أصبح أول أسقف لأفسس وتيطس أصبح أسقف كريت.
شمولية الخلاص
تتميز هذه الرسائل بالدعوة الشمولية للخلاص: “الله يريد خلاص الجميع”. تقدم هذه الرسائل رسالة شمولية حول الإيمان كحقيقة، كمفتاح قراءة للكتاب المقدس، للعهد القديم. وتبين الترابط في البشارة البشارة المسيحية بين الإيمان في الأسفار المقدسة، والإيمان الحي المنفتح على الجميع والذي يشهد لمحبة الله للجميع.
التراتبية الكنسية
كما وتقدم هذه الرسائل التراتبية الكنسية بين أساقفة، وشيوخ وشمامسة. “ففي الكنائس التي تأسست في العالم الوثني – شرح البابا – نجد أساقفة وشمامسة، ولا نجد شيوخًا، في الكنائس التي نشأت في العالم اليهودي-المسيحي يحتل الشيوخ موقعًا هامًا”.
“وفي نهاية المطاف، في الرسائل الرعوية، تتحد الهيكليتان: يظهر الآن “الأسقف” دومًا بصيغة المفرد، يرافقه التعريف الأسقف. وإلى جانب الأسقف نجد الشيوخ والشمامسة. وما تزال شخصية الرسول سائدة، ولكن الرسائل الثلاث، كما سبق وقلنا، تتوجه لا إلى الجماعة، بل إلى أشخاص: تيموثاوس وتيطس، اللذين يظهران من ناحية كأساقفة، ومن ناحية أخرى يبدأان بالحلول مكان الرسول”.
الخلافة الرسولية وسر الكهنوت
كما ونلاحظ في الرسائل الواقع الذي سيسمى في زمان لاحق “الخلافة الرسولية”. يقول بولس بلهجة جدية إلى تيموثاوس: “لا تهمل الموهبة الروحية التي فيك، تلك التي نلتها بنبوة مع وضع جماعة الشيوخ أيديهم عليك” (1 تيم 4، 14). يمكننا القول أنه في هذه الكلمات يظهر بشكل مبدأي أيضًا البعد الأسراري للخدمة.
الكتاب والتقليد
وأضاف بندكتس السادس عشر: “ونجد هنا جوهر الهيكلية الكاثوليكية: الكتاب المقدس والتقليد، الكتاب المقدس وإعلان البشرى، اللذان يشكلان أمرًا واحدًا، ولكن يجب أن تضاف إلى هذه الهيكلية، التي يمكننا تسميتها بالعقائدية، الهيكلية الشخصية، خلفاء الرسل، كشهود لإعلان البشرى الرسولية”.
الأسقف أب رعيته
وتابع الأب الأقدس: “وفي الختام، من الأهمية بمكان أن نلاحظ بأن الكنيسة تعي ذاتها في هذه الرسائل ببعد إنساني جدًا، بحيث تُقارن بالبيت والعائلة. وبشكل خاص، في 1 تيم 3، 2 – 7 نقرأ تعليمات مفصلة حول الأسقف، مثل التالي: يجب أن يكون “أن يكون بلا لوم، وأن يكون زوج امرأة واحدة، وأن يكون قنوعا رزينا مهذبا مضيافا، أهلا للتعليم،غير مدمن للخمر ولا مشاجرا، بل حليما لا يخاصم ولا يحب المال، يحسن رعاية بيته ويحمل أولاده على الخضوع بكل رصانة. فكيف يعنى بكنيسة الله من لا يحسن رعاية بيته؟ … وعليه أيضا أن يشهد له الذين في خارج الكنيسة شهادة حسنة”.
وعلق البابا: “يجب أن نلاحظ هنا بشكل خاص موقف التعليم الهام (راجع أيضًا 1 تيم 5، 17)، والذي نجد أصداءه في آيات أخرى (راجع 1 تيم 6، 2ج؛ 2 تيم 3، 10؛ تيط 2، 1)، ومن ثم، خاصية أخرى شخصية، “الأبوة””.
وشرح: “بالواقع، يعتبر الأسقف أب الجماعة المسيحية (راجع أيضًا 1 تيم 3، 15). علاوة على ذلك، إن فكرة الكنيسة كـ “بيت الله” تمتد جذورها في العهد القديم (راجع عد 12، 7)، ونجدها في عبر 3، 2 . 6، بينما نقرأ في مواضع أخرى أن كل المسيحيين لم يعودوا غرباء أو ضيوف، بل مواطني القديسين وأبناء بيت الله”.
ثم ختم بالصلاة طالبًا إلى الرب وإلى القديس بولس “أن نستطيع نحن أيضًا كمسيحيين أن نتميز، في علاقتنا مع المجتمع الذي نعيش فيه، كأعضاء “عائلة الله”. ولنصل أيضًا لكي يغتني رعاة الكنيسة بعواطف أكثر أبوّة، عواطف حنونة وقوية في آن، في بنائهم لبيت الله، للجماعة، للكنيسة”.