* * *
“المسيح هو سلامنا” (أف 2: 14). في سنة الرسول بولس اليوبيلية، جمعنا الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في السينودس مع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية جمعاء. نعرب عن امتناننا العميق للبابا لرفع صوته ولتضرعه دون ملل الى الله من أجل الإخوة والأخوات في الشرق. على مثاله، نحن أيضاً، كرسل للمسيح، آباء ورؤساء الكنائس الشرقية الكاثوليكية، نجدد الدعاء الى الله ونناشد الجميع لتعزيز السلام في كل مكان، ضمن الحرية والحقيقة والمحبة. نشعر برعشة القلوب لمعاناة عدد كبير من أبنائنا وبناتنا في الشرق: أطفال وشباب، أناس في صعوبات شديدة بسبب العمر والصحة والاحتياجات الروحية والمادية الأساسية؛ عائلات تقع ضحية القلق بشأن الحاضر والمستقبل. نشعر بأنه من واجبنا أن نعمل على ضمانة حياة يعيشونها بكرامة، ضمن التعايش الاجتماعي المثمر.
السلام هو ثمرة العدالة! حتمية لا يمكننا ولا نريد أن نهملها. ولذلك، نطلب، وبخاصة من أجل الأراضي المقدسة، التي فيها ولد المسيح المخلص، ومن أجل لبنان، والعراق والهند، السلام في العدالة، تكون الحريةُ الدينية الفعلية ضمانةً حقيقية له. نحن قريبون من الذين يتألمون في سبيل إيمانهم المسيحي، ومن جميع المؤمنين الذين يُمنعون من ممارسة إيمانهم. نكرّم المسيحيين الذي فقدوا مؤخراً حياتهم في سبيل أمانتهم للرب. بحضور البابا والآباء السينودوسيين، وبتشجيع أخوّتهم، نتقدم بهذا الطلب النابض بالحياة:
– من المسيحيين وجميع ذوي الإرادة الطيبة، ليحترموا ويستقبلوا الآخر في الحياة اليومية، وليكونوا قريبين من المحتاجين، القريبين منهم والبعيدين.
– من الرعاة والمسؤولين الدينيين، ليشجعوا على ذلك (محبة الآخر) من خلال تعزيزهم ومضاعفتهم لمبادرات المعرفة المتبادلة والحوار والمساعدة.
– من الجماعة الدولية ومن رجال الحكومات ليضمنوا – على الصعيد القضائي – الحرية الدينية الحقيقية بعيداً عن كل تمييز عنصري، وليساعدوا المجبرين على ترك أرضهم لأسباب دينية.
نصلي من أجل أن تتحقق أمنية البابا بندكتس السادس عشر: ” فلتتمكن الكنائس وتلاميذ الرب من البقاء هناك حيث ولدوا بحسب إرادة العناية الإلهية؛ حيث من حقهم البقاء لأجل حضور يعود إلى المسيحية الأولى. لقد تميزوا عبر العصور بمحبة لا عيب فيها ولا انفصام نحو إيمانهم، وشعبهم وأرضهم (بندكتس السادس عشر، خلال زيارته الى مجمع الكنائس الشرقية في 9 يونيو 2007).
الفاتيكان، 24 أكتوبر 2008