محركات الصلاة الثلاثة (4)

عيش المحبة في الصلاة

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 19 أكتوبر 2009 (Zenit.org). – محرك الصلاة الثالث هو “عيش المحبة”. من اختبر محبة الله حقًا لا يمكنه أن يبقى لا مباليًا أمام هذه الخبرة. من اختبر حقًا قوة الحب المحوِّلة لا يمكنه إلا أن يعيش الحب برهانًا عن هذا التحول.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لي أن أعيش المحبة في الصلاة؟ فمن السهل أن ألاحظ إذا كنت أعيش المحبة في حياتي مع الآخرين، ولكن مع الله في الصلاة، كيف لي أن أميز بين الفوران العاطفي وبين الحب الحقيقي؟

جوابًا على هذه الأسئلة، يقول الأب أندريا غاسبارينو: “يصعب أن نحدد ماهية المحبة في الصلاة. ولكن ربما يمكن كل الأمر في شيء بسيط: أن أتعلم تقديم ذاتي لله”.

ويوضح معلم الصلاة أن على الصلاة الجيدة أن تمر في مراحل نضج ثلاث:

أولاً: إصلاح الصلاة الشفهية (اللفظية)

ثانيًا: الوصول إلى صلاة الإصغاء.

ثالثًا: التوق إلى صلاة الحب (صلاة القلب).

وعليه، بحسب التقسيم الذي يقدمه غاسبارينو، على الصلاة أن تمر وأن تضم ثلاث أبعاد ومراحل: الكلام (الصلاة اللفظية)، الإصغاء (صلاة الإصغاء)، والتجاوب (صلاة القلب).

إن الحديث الفعال عن الصلاة هو حديث يتطلب تطبيقًا عمليًا. لقد بدأنا هذه المقالة بمقاربة شبهنا من خلالها الصلاة بركوب الدراجة. فمن يريد أن يتعلم قيادة الدراجة الهوائية يحتاج إلى بعد التوجيهات الأولية، ولكن حالما يبدأ بالتطبيق يكتشف أن هناك الكثير من الخبرات التي لا تتضمنها التوجيهات لأنه يصعب الحديث عنها، كما يصعب الحديث عن كل الوقائع العميقة التي يعيشها الإنسان في جوهر كيانه وفي علاقاته الأكثر حميمية؛ كما ويكتشف أن الخبرة تعلم أكثر بكثير وتقود الإنسان أبعد بكثير من التوجيهات. ولذا فالمهم في الحديث عن الصلاة هو عيش الصلاة.

الصلاة فن نتعلمه بينما نعيشه. إن أردت أن تتعلم أن تصلي صَلِّ! وإذا رأيت أنك لا تجيد الصلاة، لا تجيد البقاء مع الله فاذكر ما كانت تقوله الأم تريزا من كلكوتا: “إذا أردت أن تصلي بشكل أفضل، صلِّ أكثر”.

 تطبيق عملي للصلاة

ينصح الأب غاسبارينو بما يلي: كرس نحو نصف ساعة من وقتك للصلاة. اختر المكان المناسب والساعة الفضلى. إركع واجعل جسدك يصلي أيضًا: فهذا يساعدك في صلاتك. بدل أن يكون الجسد عائقًا أمام الصلاة، اجعله شريكًا فعالاً فيها.

قسّم الوقت إلى ثلاثة أقسام: بقدر ما تنظم صلاتك، تجعلها سهلة ومثمرة.

– القسم الأول (عشر دقائق) كرسه للروح القدس الحاضر فيك. اسأل ضميرك واسأل الروح: ما هي آخر نقص ارتكبته؟ ما هي الخطيئة التي تثقل مسيرتي بالأكثر؟ عبّر عن ندامتك للروح القدس.

يمكنك أن تصلي هكذا: “أيها الروح القدس، روح الحق، أحلّ الحقيقة في داخلي”.

– القسم الثاني: وجه انتباهك ليسوع: مرّن نفسك على صلاة الإصغاء. إقرأ مقطعًا صغيرًا من الإنجيل وتوقف عندما تشعر أن هناك كلمة تمس قلبك. يقول القديس اغناطيوس: “ليست وفرة المعرفة هي التي تفيد النفس، بل التذوق الباطني للأمور”. إقرأ وقل للرب: “تكلم يا رب، إن عبدك يسمع”.

تذكر أن الندامة الحقة تحمل التغيير، لذا اطلب إلى يسوع أن يفيض عليك نوره فتعرف كيف تغير سيرتك: “يا رب، ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أقوم بها اليوم نحو توبتي الحقة؟”. واتخذ من ثَمَّ مقصدًا واضحًا لليوم.

– ثم اتجه نحو الآب. التزم الصمت، وحاول أن تكون حاضرًا له وأن تحبه. حاول أن تذكر كل عطاياه في هذا اليوم، وصل هكذًا فقط، مرددًا بهمس متأمل: “شكراً أيها الآب”. واذكر أيضًا الهبات العظمى التي أعطاها لك في حياتك، وردد مع القديس فرنسيس الأسيزي: “إلهي وكل ما لي”.

ثم اختتم صلاتك بتلاوة صلاة “السلام عليك يا مريم” صلها طالبًا نعمة تذوق الصلاة والثبات في حياة الصلاة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير