رسالة الكاردينال هومس إلى كهنة العالم بمناسبة عيد الميلاد

“ساعة افخارستية ومريمية” في بازيليك ماريا ماجوري في روما

Share this Entry

روما، الاثنين 14 ديسمبر 2009 (Zenit.org) – يحتفل بـ “الساعة الافخارستية والمريمية” في روما في أول خميس من كل شهر خلال السنة الكهنوتية عند الساعة الرابعة عصراً في بازيليك القديسة مريم الكبرى.

في إطار السنة الكهنوتية وبمناسبة عيد الميلاد، يصدر الكاردينال كلاوديو هومس، عميد مجمع الإكليروس، هذه الرسالة التي يوجهها إلى الكهنة ويذكر فيها بخاصة هذا الاحتفال.

***

أيها الكهنة الأعزاء،

في حياة الكاهن، تشغل الصلاة حتماً أحد الأماكن المركزية. لا يصعب فهم ذلك لأن الصلاة تنمي صداقة التلميذ مع معلمه يسوع المسيح. إننا نعلم جميعاً أن الإيمان يضعف والخدمة تفقد فحواها عندما تضمحل الصلاة. نتيجة لذلك، يتضاءل فرح الكاهن وسعادته في الخدمة اليومية. فكما لو أن الكاهن الذي يسير مع آخرين على درب يسوع، راح يتأخر ويبتعد عن السيد، وصولاً إلى عدم رؤيته في الأفق. منذ ذلك الحين، يجد نفسه تائهاً ومتردداً.

في عظة يعلق فيها القديس يوحنا فم الذهب على رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس، يحذر بحكمة قائلاً: “إن الشرير يهجم على الراعي […]. فإن قتل الخراف، قل عدد القطيع، ولكنه يبيد القطيع كله بقتل الراعي”. هذا التعليق يدفع إلى التفكير في العديد من الأوضاع الراهنة. ويحذرنا يوحنا فم الذهب من أن نقصان عدد الرعاة يقلص دوماً عدد المؤمنين والجماعات. فالجماعات تتحول إلى دمار من دون الرعاة!

لكنني أريد التحدث أولاً عن الصلاة الضرورية التي تمكن الرعاة من التغلب على الشرير فلا يغمى عليهم، بحسب يوحنا فم الذهب. من دون الاقتيات الأساسي من الصلاة، يمرض الكاهن، ويفقد التلميذ القدرة على اتباع السيد ويموت من قلة التغذية. هكذا يتشتت القطيع ويموت بدوره.

في الواقع أن لكل كاهن مرجعاً أساسياً إلى الجماعة الكنسية. إنه تلميذ مميز عند يسوع الذي دعاه وتبين له من خلال سر الكهنوت كرأس الكنيسة وراعيها. المسيح هو الراعي الأوحد، ولكنه أراد أن يشرك في خدمته الرسل الاثني عشر وخلفاءهم الذين جُعل الكهنة من خلالهم شركاء في هذا  السر حتى ولو على مستوى أدنى؛ بحيث يشاركون هم أيضاً في خدمة المسيح الرأس والراعي على طريقتهم. هذا يشتمل على رابط أساسي للكاهن مع الجماعة الكنسية. فلا يمكنه عدم أخذ هذه المسؤولية بالاعتبار نظراً إلى أن الجماعة تموت من دون راعيها. على العكس، وعلى مثال موسى، يجب أن تبقى يداه مرفوعتين نحو السماء ويصلي لكي لا يموت الشعب.

وفي سبيل أن يبقى الكاهن أميناً للمسيح وللجماعة، يحتاج إلى أن يكون رجل صلاة، وإنساناً يعيش في مودة مع الرب. إنه بحاجة أيضاً إلى أن يلقى التعزية من خلال صلاة الكنيسة وصلاة كل مسيحي. فلتصلِّ الخراف إذاً لراعيها! ولكن عندما يدرك الراعي بنفسه أن حياة الصلاة تضعف عنده، يجب أن يلتجئ إلى الروح القدس ويتضرع إليه بروح فقر. هكذا يعيد الروح القدس إضرام الحماسة في قلبه، وإضرام الشغف والتهلل بالرب الذي ظل هنا ويرغب في تناول العشاء معه!

في هذه السنة الكهنوتية، نريد الصلاة بمواظبة ومحبة من أجل الكهنة ومع الكهنة. لذلك، يحتفل مجمع الإكليروس في أول خميس من كل شهر خلال السنة الكهنوتية وعند الساعة الرابعة عصراً بساعة افخارستية ومريمية في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما للكهنة ومع الكهنة. ويأتي كثيرون بفرح للصلاة معنا.

أيها الكهنة الأعزاء، مع اقتراب عيد ميلاد يسوع المسيح، أقدم لكم جميعاً أفضل وأحر التمنيات لعيد ميلاد مجيد وسنة 2010 سعيدة. في المغارة، يدعونا الطفل يسوع إلى تجديد مودة الأصدقاء والتلاميذ معه ليرسلنا مجدداً كمبشرين به! 

الكاردينال كلاوديو هومس

عميد مجمع الإكليروس 

ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org) 
 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير