تشابيه انتظار مجيء المسيح

من وحي زمن المجيء (3)

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 15 ديسمبر 2009 (Zenit.org). – بعد أن رأينا كيف أن الإنسان هو كائن الانتظار، وأنه، في وجه نظر المسيحية، كائن يعيش في انتظار “الآتي” (Adventus)، المسيح يسوع. نتوقف الآن على استعراض بعض التشابيه التي تساعدنا على فهم معنى وكيفية الانتظار.

انتظار الترقب

يقدم الكاردينال جون هنري نيومان في خطبة رعائية بعض الأمثلة التي تشرح معاني الانتظار فيقول: “أتدري ما انتظار صديق، انتظار مجيئه، وأنت تراه بطيئًا؟ أتدري ما الجلوس إلى إنسان مزعج، وأنت تشتهي أن يذهب الوقت، وتحين الساعة، وتتحرر من رفقته؟ أتدري ما القلق من أمر يحدث أم لا، أو من انتظار أمر هام، يخفق له قلبك حين تذكره، وأول ما تفتح عينيك تفكر فيه؟ أتدري ما هو أن يكون لك في بعيد صديق، تحوم على أخباره، تتساءل يومًا بعد يوم ما يفعل في مقل هذه اللحظة، وهل هو في صحة جيدة تامة؟ أتدري ما العيش في سبيل عزيز تتبع عيناك عينيه، تقرأ أساريره، تلحظ في محياه أدق تغيّر، يسبق حسك رغباته، تبتسم لابتسامته، وتحزن لحزنه، ترتعش لانزعاجه، وتفرح بنجاحه؟” (الخطب الرعائية، 22)

من خلال هذه الأحاسيس والمواقف المختلفة يسعى الكاردينال نيومان إلى تبيان أبعاد انتظار المسيح. فانتظار المسيح يشابه لهفة انتظار الصديق، وحس ضيق هذه الحياة بالمقارنة مع ما ينبض في قلوبنا من رجاء، وأمل الفرج والتغيير الذي يجتاح فكرنا ويحتكره. إنه انتظار توق ورجاء يتحدث عنه الكتاب المقدس بالقول: “انتظار نفسي للرب أشد من انتظار الرقباء للصبح” (مز 129، 6). إنه انتظار الخلاص الذي يعبر عنه أشعيا باسم شعب العهد القديم بأسره: “أقطري أيتها السماوات من فوق ولتمطر الغيوم الصديق” (أش 45، 8)، وأيضًا: “كما يرفع العبيد عيونهم إلى يد سادتهم وكما ترفع الأمة عينيها إلى يد سيدتها كذلك عيوننا إلى الرب إلهنا حتى يتحنن علينا” (مز 123، 2).

مشاعر الانتظار هذه هي مشاعر صالحة وممدوحة، وتبين لنا عن حاجتنا إلى الخلاص، ويمكننا تسمية هذا الانتظار “انتظار الترقب” لا بالمعنى السيء كانتظار سلبي، بل بمعنى أنه انتظار يتوقع كل شيء من الآخر. إلى جانب هذا الانتظار، هناك بعد آخر في انتظار المسيح سنتحدث عنه في المرة القادمة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير