لاهور ، الثلاثاء 06 يوليو 2010 (Zenit.org) – – “كمسيحيين باكستانيين، سوف نستمر في الصلاة والعمل مع المسلمين الصوفيين لبناء مجتمع عادل ومتناغم وأخوي ضد كل أشكال التطرف. هناك شرائح واسعة من المجتمع الباكستاني تقدر المسلمين الصوفيين. نحن ندين بشدة العمل الإرهابي الذي استهدفهم ونعبر عن دعمنا وتضماننا”. هذا ما قاله أسقف حيدر آباد ماكس جون رودريغز خلال مقابلة أجرتها معه زينيت بعد الانفجار الانتحاري الذي حصل في مقام للمسلمين الصوفيين في لاهور والذي أدى إلى سقوط 42 قتيلاً ومئات الجرحى. وعلى الرغم من أن السلطات الأمنية أعلنت حالة التأهب القصوى في باكستان، إلا أن هناك خوفاً كبيراً بخاصة وسط سكان لاهور.
يتابع الأسقف محللاً: “المسلمون الصوفيون مسالمون ومنفتحون على الحوار والتعاون مع الجميع. لذلك، يستهدفهم المتطرفون إذ يعتبرونهم زناديق. في شهر مارس 2009، تهدم مقام صوفي في بيشاور بفعل قنبلة كانت حركة طالبان قد وضعتها. الآن، هذا العمل الإرهابي يستهدف الأبرياء: الصوفيون وذهنيتهم القائمة على مبادئ المحبة هما هدف الإيديولوجية الطائفية والمحدودة للجماعات الأصولية”.
ختاماً يقول الأسقف: “نحن لا نعلم من المسؤول عن هذا الاعتداء. إننا نشعر بحزن كبير. الإرهاب عدو غادر لأنه يظل مستتراً. تضج البلاد بالحديث عن مكافحة الإرهاب، لكن المؤسسات فشلت حتى الآن في التغلب عليه والناس يشعرون بالخوف”.
الكاثوليكي فرنسيس مهبوب سادا، مدير مركز الدراسات المسيحية في روالبيندي – مركز مسكوني للتوثيق والدراسة والفكر، وناشط أيضاً في الحوار بين الأديان – يؤيد تحليل الأسقف ويقول لفيدس: “الإرهابيون يستهدفون الصوفيين تحديداً لأنهم مسلمون يبشرون بالسلام والحوار. لذلك، يكسب الإسلام الصوفي المزيد من الإجماع والأتباع في باكستان. كما أن المقام في لاهور هو مكان يؤمه العديد من الفقراء للحصول على الدعم اليومي والتضامن. كثيرون يذهبون إليه للصلاة. لذلك، فإن الاعتداء كان وحشياً، في محاولة لاستهداف الأبرياء ومنع المؤمنين من اتباع الصوفية”.
ويضيف مهبوب سادا: “تربط مركز الدراسات المسيحية علاقة ممتازة بزعماء المسلمين الصوفيين. وقد قمنا مؤخراً بعقد مؤتمر يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين الصوفية والسلام. وكمسيحيين باكستانيين، سوف نستمر في العمل مع الصوفيين في حوار هادئ وبناء من أجل خير الأمة”.
وعن ظاهرة الإرهاب المتفشية، يقول المدير: “الإرهاب هو نشر الذعر. كثيراً ما تتحكم الجماعات المتطرفة بإسلام إيديولوجي بالفقراء والشبان غير المتعلمين. أما بعض الزعماء المسلمين البارزين فإنهم يشددون على أن هذه الأعمال الإرهابية لا تتوافق مع الدين الإسلامي. لكننا بحاجة إلى العمل على التربية والإعلام من المؤسسات ووسائل الإعلام. هذا وتعيد الحكومة والجيش التأكيد على الالتزام بمكافحة الإرهاب يومياً. ويبدو أن المؤسسات عاجزة كلياً. حتى قمة مجموعة الثماني أعادت التأكيد على الحاجة إلى المساعدة الخارجية الملحة لمكافحة الإرهاب في باكستان”.