وقال الاب الاقدس: ” ليس هناك بين آباء الكنيسة من عبر عن شوق “الاتحاد” بالمسيح و “الحياة” فيه بالقوة والعمق نفسه الذي عبّر به اغناطيوس”. فبالنسبة لاغناطيوس – تابع البابا – “الوحدة قبل كل شيء هي ميزة إلهية لله الكائن في ثلاثة أشخاص ومع ذلك فهو واحد في اتحاد مطلق”.
وبهذه الطريقة بلغ اغناطيوس الى إعطاء رؤية خاصة عن الكنيسة التي بحسبها : “الوحدة التي ينبغي على المسيحيين أن يحققوها على هذه الأرض ما هي إلا اقتداء بالنموذج الإلهي على قدر المستطاع”.
وتابع البابا شرحه عن اغناطيوس قائلاً بأنه ” يمكننا أن نجد في رسائل اغناطيوس نوعًا من الجدلية المستمرة والخصبة بين خاصتين من خصائص المسيحية: من ناحية الهيكلية الهرمية للجماعة الكنسية، ومن ناحية أخرى، الوحدة الأساسية التي تربط المؤمنين بالمسيح وبعضهم ببعض”.
وأضاف: “ولذا لا يمكن أن يكون هناك تضاد بين هذين الدورين. بل بالعكس، يجري التعبير عن الإصرار على وحدة المؤمنين في ما بينهم ومع رعاتهم بصور وتشابيه بليغة: القيثارة، الأوتار، الجوقة، الانسجام والتناغم”.
وركز الاب الاقدس، مستشهداً بكلمات اغناطيوس على أهمية دور الاساقفة والكهنة في بناء الجماعة، ففي رسالته الى أهل مغنيزيا، يكتب اغناطيوس: ” كونوا واحدًا” مكررًا بذلك صلاة يسوع في العشاء الأخير: “صلاة واحدة، فكر واحد، رجاء واحد في المحبة… اسعوا إلى يسوع المسيح كإلى هيكل الله الوحيد، والمذبح الوحيد: هو واحد، وبانبثاقه من الآب الواحد، بقي متحدًا به، وعاد إليه بالوحدة”، وقال بأن “واقعية” اغناطيوس تدعو الجميع إلى تأليف متزايد بين مطابقة المسيح والأمانة لكنيسته.
وختم البابا كلمته مصلياً الى الرب ” ليساعدنا للوصول إلى هذه الوحدة وأن نوجد أخيرًا بلا وصمة عيب، لأن الحب هو الذي يطهر النفوس”.