روما، الخميس 6 أكتوبر 2011 (Zenit.org) – سيجتمع خبراء في البيوأخلاقيات من ست ديانات كبرى في العالم (البوذية، المسيحية، الكونفوشيوسية، الهندوسية، الإسلام، واليهودية) في روما من 9 ولغاية 11 أكتوبر الجاري ليناقشوا معنى وانعكاسات مبدأ العطوبية البشرية حسبما جاء في البند الثامن من إعلان اليونيسكو حول البيوأخلاقيات وحقوق الإنسان.
ورشة العمل هذه دعت إليها هيئة اليونيسكو في البيوأخلاقيات وحقوق الإنسان (www.unescobiochair.org).
وتتوقع الأعمال المترجمة فورياً بالإنكليزية والإيطالية انعقاد لقاء عام في 11 أكتوبر. في هذه المناسبة، ستعرض تحف الفائزين الأحد عشر في مسابقة الفن “مسابقة الفن حول البيوأخلاقيات” (www.globalart.net, www.Bioethicsart.org).
وقد عقد أول مؤتمر في القدس تحت شعار “البيوأخلاقيات، تعدد الثقافات، والدين” وذلك في 13 و14 ديسمبر، بحضور خبراء مسلمين ويهود ومسيحيين.
كان يهدف اللقاء إلى تأسيس منتدى أكاديمي دائم لتعزيز الحوار والتفكير البيوأخلاقي، الطبي، القانوني على ضوء حقوق الإنسان وواجباته.
وتكتسب ورشة العمل هذه أهمية خاصة سيما وأنها تعقد قبل أيام قليلة من لقاء الأديان في أسيزي الذي يقام في 27 أكتوبر المقبل ويشارك فيه بندكتس السادس عشر.
في محاولة لمعرفة معنى وهدف اللقاء، أجرت زينيت مقابلة مع الأب جوزيف تام، المنسق الأكاديمي لورشة العمل.
لم يعقد هذا اللقاء؟
الأب جوزيف تام: نعلم أن اليونيسكو عامة لا تحلل مبادئ ومشاكل البيوأخلاقيات من وجهة نظر دينية. ونتمنى إدخال وجهة النظر الدينية إلى التحليل والمعرفة، بما أن قسماً كبيراً من سكان العالم ينتمي إلى بعض التقاليد الدينية.
ما هي الدوافع والأهداف التي ترجون بلوغها؟
على الرغم من وجود اختلافات وسط كل واحدة من هذه الديانات، إلا أنها كلها تقر بالالتزام والرسالة اللذين يقضيان بحماية الضعفاء، المحرومين والفقراء. مع الخبراء في هذه الشؤون، نرجو تقديم حيز، مكان للمناقشة في أجواء من المودة والاحترام. بعدها، سنجمع نصوص كل المداخلات وننشرها في كتاب.
ماذا تقصدون بـ “مبدأ العطوبية” في تعريف اليونيسكو؟
لقد سمحت التطورات في الطب الحيوي بمداواة كثيرين، لكن آخرين يندرجون في فئات وجماعات مسماة “ضعيفة” بسبب عجزهم عن الدفاع عن أنفسهم. إنهم أفراد أم جماعات يمارس عليهم المجتمع ضغوطات غير مستحقة ويهددهم بالاستغلال والتمييز. في هذا الصدد، لا بد من إيجاد سبيل لضمان مزيد من الحماية للأفراد والجماعات المعانين من حالة “العطوبية”.
وبالنسبة إلى المسيحيين، ماذا تعني العطوبية؟
نحن جميعاً أشخاص ضعفاء نوعاً ما. بسبب وضعنا البشري، نحن سريعو العطب أمام المعاناة، المرض، الألم والموت. لكننا خلقنا جميعاً على صورة الله، وهذا ما يعطينا كرامة كبيرة. مما يعني أنه ينبغي علينا أن نعترف بشخصية وكرامة كل أعضاء البشرية منذ الحمل بهم وحتى الموت الطبيعي، وحمايتهم من كل خطر.
لكل الديانات تقريباً مقاربة محبة تجاه الأكثر ضعفاً. هل بإمكانكم أن تشرحوا لنا الاختلافات في وجهات النظر بين الديانات؟
الاختلافات موجودة في المقاربة المنهجية. وتلجأ مختلف الديانات إلى النصوص الدينية (الكتاب المقدس أو القرآن)، السلطات الدينية (السلطة العقائدية أو هيئات أخرى)، التقليد (الطقوس الكونفوشيوسية أو الهندوسية) وإلى العقل (الشريعة الطبيعية).
هل بإمكان هذا المؤتمر أن يكون فأل خير للقاء الأديان الرابع الذي سيترأسه البابا بندكتس السادس عشر في أسيزي في 27 أكتوبر؟
أجل، كل أشكال الحوار تصبح مفيدة في هذا الواقع العالمي. يسمح لنا الحوار واللقاءات باعتبار الآخرين إخوتنا وأخواتنا، وذلك بإزالة الشبهات والشكوك التي تسبب الدمار والعنف.
ما العلاقة بين حماية الضعفاء والسلام؟
إن استطاعت الديانات أن تلتقي وتتعارف أكثر، من الممكن اكتشاف وجود خلفيات تفاهم كثيرة. وهذه هي خطوة أساسية أولى لتطبيق تعايش سلمي ومتضامن.