* * *
الأزهر الشريف
بيت العائلة المصرية
بيان
عندما أشرقت شمس الثورة السلمية المصرية من ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير هذا العام استبشر المصريون جميعاً بأن روحاً جديدة قد ولدت .
وأن أحداث الثورة بأيامها الأولى بدت تجسيداً للوحدة الوطنية بأجلي معانيها . لهذا جاءت الأحداث المؤلمة التي جرت يوم أمس بمثابة صدمة للضمير الوطني كله وجارحة لوجدان كل مصري .
وإذ يجتمع مجلس بيت العائلة بمن فيه من رموز إسلامية ومسيحية في اجتماع طارئ برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف فإن المجلس يؤكد على المواقف التالية :
1 – أثبتت الأيام أن المعالجات السطحية والحلول المسكنة لظواهر الأزمات في الفترات الماضية غير مجدية بل أدت إلى تصاعدها وتسارع وتيرتها على نحو غير مسبوق ولا مقبول ويستدعي أخطاراً جسيمة تهدد هذا الوطن .
2 – إن المصارحة والمكاشفة والشفافية التي تقوم على البحث في أعماق المشكلة القائمة والتعامل مع جذورها ضرورة حتمية خصوصاً في ظل الظروف القائمة التي يمر بها الوطن .
3 – يهيب بيت العائلة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وبمجلس الوزراء سرعة الانتهاء من إعداد القانون الذي ينظم بناء الكنائس ، وأن يحسم المشكلات التي تحيط بها والتي نجم عنها مثل الأحداث المؤسفة ، وأن يتخذ الإجراءات العملية اللازمة لتعزيز ما نص عليه الدستور من إرساء مبدأ المواطنة للمصريين جميعاً.
4 – إن مجلس بيت العائلة يؤكد اعتزازه بالقضاء المصري ذي التاريخ العريق في حماية الحقوق والحريات ، وتعزيز سيادة القانون ، وإذ يدرك أيضاً جسامة العبء الذي يحمله القضاء المصري في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن ، فأنه يهيب به أن يمنح قضايا العنف الطائفي أولوية مناسبة لمواجهة هذه الظاهرة الطارئة على وطننا بعد خمسة عشر قرناً من العيش المشترك والتوحد الوطني .
5 – إن بيت العائلة الذي يقدر الدور الهام الذي يؤديه الإعلام المعاصر وإذ يؤكد حرصه التام على حرية التعبير عن الآراء بوسائله المختلفة ، فلا يفوته أن يناشد أجهزة الإعلام أن تكون على قدر المسؤولية الوطنية ، في هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا الحديث .
6 – إن الجندية المصرية كانت وستظل تعبيراً عن مبدأ المواطنة وهو المبدأ الذي نلوذ به جميعاً سعياً للمحافظة على وحدة نسيجنا وتحقيق النهضة والتقدم ، لذلك فإن بيت العائلة إذ يعبر عن تقديره للتاريخ المشرف لقواتنا المسلحة ودورها الهام في دعم الثورة وحراستها ، فإنه يرى ان استمرار هذا الدور والحرص من خلاله على هيبة الدولة أمور خطوط حمراء لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بها مهما كانت الظروف .
وإذ يقدم بيت العائلة خالص العزاء لأسر الشهداء وأمنياته بالشفاء العاجل للمصابين فإنه يعرب عن ألمه الشديد وصدمته البالغة لهذه الأحداث المؤسفة الغريبة على مصر والمصريين.
حفظ الله مصر الكنانة “من أرادها بسوء قصم الله ظهره”
10 / 10 / 2011 رئيس مجلس بيت العائلة
شيخ الأزهر
( د/ أحمد محمد الطيب )