الفاتيكان، الأربعاء 26 أكتوبر 2011 (ZENIT.org). – هناك الكثير من اللغط حول الأسباب التي تدفع البابا بندكتس السادس عشر إلى دعوة رؤساء الأديان العالمية للاجتماع للصلاة في أسيزي.
الاعتراضات كثيرة: فمنها من يظن أن دعوة الأديان للصلاة في أسيزي هو خلط وإنكار لجوهر المسيحية ولفرادتها، هو خلط بين إله يسوع المسيح والآلهة الأخرى. من يعرف يوسف راتسنغر وصلابه إيمانه وتمسكه بالعقيدة المسيحية، لعرف أن هذا الاعتراض هو خال من الصحة.
فيوسف راتسنغر، الذي كان يشغل منصب عميد مجمع عقيدة الإيمان هو الذي أراد وثيقة “Dominus Jesus” (الرب يسوع) للتأكيد على فرادة يسوع المسيح وضرورة المرور به للخلاص. يسوع المسيح، كما يصرح الكتاب المقدس هو الوسيط الوحيد بين الله والإنسان. هو الطريق إلى الحياة الحقيقة وإلى الحياة في الله (راجع يو 14، 6).
ما معنى لقاء الأديان في أسيزي إذَا؟ إن ما يفعله البابا، في خطى يوحنا بولس الثاني، ما هو إلا طاعة وتحقيق لإرادة المجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعا إلى لقاء المسيحية مع الأديان الأخرى في ما يجمعنا، بدل التركيز على ما يفقرنا. لكن هذا لا يعني البتة أن “كل الأديان متل بعضا”. بل يعني أنه رغم اختلافنا وتنوعنا، لا يعني أنه يجب أن نختلف ونتعادى.
ليس هذا المكان للتوسع في الخلاص بيسوع المسيح لمن لا يؤمن به بشكل علني أو يقيني (لعلنا نجد الوقت لعرض نظرة الإيمان المسيحي لهذا الموضوع في مقالة أخرى). ولكن ما نريد التأكيد عليه هنا هو أن لقاء الأديان للصلاة معًا لا يعني الخلط، ولا يعني المراوغة. التلاقي معًا هو عيش لجوهر الإنجيل الداعي للتآخي، للمصالحة لاتباع رئيس السلام يسوع المسيح الذي هدم جدار العداوة بين الشعوب.
وإذ نلتقي سويًا، فعنوان اللقاء هو واضح: “يوم التفكير، الحوار والصلاة ومن أجل السلام والعدالة في العالم”. الهدف من اللقاء ليس خلق “مخلوطة من الآلهة” بل هو التلاقي حول مبادئ الأديان الأساسية الداعية إلى المحبة، المصالحة، التسامح، الأخوة، إلى احترام الآخر.
هذا اللقاء يردد صدى كلمات يوحنا بولس الثاني الذي كان يقول: “اليوم أكثر من أي وقت مضى يجب أن ندين بشكل حازم الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة باسم إيديولوجيات دينية”.
لقاء أسيزي هو بكلمة، رجوع إلى أصالة أي دين أصيل، كواقع يهدف إلى ملء حياة الإنسان في الله ومع إخوته.