الفاتيكان، 04 تشرين الثاني 2001 (Zenit.org) – صبيّة، فتاة، زهرة في ريعان صِباها، ابنة وحيدة لها نحو اثنتي عشر سنة تفقد حياتها، لتأخذ الحياة من ربّ الحياة، من معطي الحياة للذين لا حياة لهم. كم هي ضربة قاسية على أبيها، رئيس المجمع، لكي يخرَّ عند قدميّ شاب في ريعان الشباب يُدعى يسوع متوسلاً إياه بإنقاذ وحيدته وأمله الوحيد.
فهناك يسوع الطبيب الشافي، رئيس مجمعٍ المُلتمِس، واحدٌ يُعلن خبر الموت، رسل يُراقبون، أهلٌ ينوحون. إنها حالة كلُّ واحدٍ منّا عندما يقع في أزمةٍ لا يمكن الخروج منها إلاَّ بعنايةٍ إلهية. لوعة رئيس وأهل وأقارب وفي الوقت عينِه خبرة إيمان بيتٍ وثقة كاملة بيسوع المسيح بأنه قادرٌ على كلّ شيء وبأنَّ كل شيء مُستطاع لديه عندما يوجد الإيمان.
إنَّه إيمان الرئيس والمرؤس والأهل. إنّها صورة واضحة لنا، بأنّ يسوع هو المعطي والواهب والمانح. إنّه سيّد الحياة والمنتصر على الموت ولا غلبة لأحدٍ عليه. فعندما يوجد يسوع يجب أن نُصغ لرسالته لأنّه يحوّل بُكاءنا وعويلنا وشقاءنا ونوحُنا وخوفنا إلى فرحٍ وبهحةٍ وحَمْدٍ وتمجيد؛ هوو يزيل كلَّ ضباب وخوف ولاثقة ليحلّ مكانهم الصفاء والثقة والقدرة على تميم مشيئته من خلالنا.
فنحن الصغار في ملكوت السماوات والرؤساء في هذا العالم، فلنخرّ أيضاً عند قدمَي يسوع على مثال رئيس المجمع متضرّعين منه الدخول إلى بيتنا، إلى قلبنا وإلى نفسنا… لشفاءنا لخلاصنا لأننا نحن أيضاً كالإبنة الوحيدة أشرفنا على الموت وها نحن نبكي وننوح ذواتنا وأنفسنا.
فيا يسوع، إننا نثق بك كلّ الثقة فهلمَّ وامنحنا الحياة نحن أبناء الحياة لأنك أنت وحدك ربّ الحياة وواهب الحياة لكلّ مَن لا يخف من الحياة. فلا موت من بعدُ لأنَّك قد غلبة الموت بالموت مانحاً الحياة حتى للذين هم في القبور.