هل الإجهاض في حالة الإغتصاب يظهر عدالة للطفل في الرحم؟ أليس الأب الذي اغتصب الأم وهرب هو من يستحق العدالة بدل طفله؟
أين العدالة؟ عندما تشرّع الدول الغربية ان يقتل الطبيب الطفل في الرحم بالإجهاض، وتسمح بقتل المريض والعجوز والمعوّق بما يسمى القتل الرحيم!
لماذا نطالب بالعدالة للطفل في الرحم؟
لان هنالك ظالم ومظلوم، الظالم هو الأهل والقانون الفاسد، والمظلوم هو الطفل البريء في الرحم الذي اصبح ضحية الشرور.
متى تصبح القوانين التي تحمي الحياة فاسدة؟
عندما تدخل النسبية الأخلاقية على القانون، تفسده فتموت العدالة الأصلية؟ فيصبح اصحاب السلطات القانونية من تشريعها إلى تطبيقها، كلٌ يترجم القانون على هواه؟ ويسود في الوطن شريعة الغاب؟
نطالب أولاً بالخط العريض كل المسؤولين الروحيين والمدنيين، بانهاء تفسيد الأطفال في المدارس بالتربية الجنسية، لانها تجعلهم عرضة للخطايا الجنسية اولاها العهر وتدمرهم. وعندنا حملات توعية ضد اخطار طرق منع الحمل، وحبوب الإجهاض، لانها مع التربية الجنسية تشكل جذور لحضاة القتل والموت من الإجهاض إلى القتل الرحيم.
نطالب بالعدالة للطفل الغير مولود بعد، ونضغط باللوبي على الأنظمة والحكومات والقانون بحماية الأم والطفل في الرحم والضعفاء في المجتمع من خطر حضارة الموت وحماية الأسرة وبإحاطتها بالدعم المعنوي والمادي.
العدالة والرحمة
هل هذا يعني اننا نهمل العدالة ونسعى فقط للرحمة؟ طبعاً لا.
لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء ما جئت لأبطل، بل لأكمل. (مت 5: 17) الرحمة تكمل العدالة لان المسيح اذا أراد ان يظهر عدالته على البشر لا احد يقدر يفلت من العقاب، لكن رحمته هي محبته لمختاريه على الصليب.
السعي للعدالة والحقّ هو واجب كل فرد ومنظمات حقوقية ومدنية، لتوقيف الطغيان والإستبداد والظلم والقهر في العالم، لحماية الضعيف في المجتمع. لكن نحن كمسيحيين مؤمنين بقيامة يسوع المسيح من الموت، يجب دائما ان نتذكر رسالته عن الرحمة، وانه خلصنا بالرحمة، حيث قال: من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر! (يو 8).
اذا حصل حمل في حالة الخطيئة (العهر) لاقرباء لنا، لا نقدر ان ندينهم بحجة العدالة، لان الإدناة قد تدفع الأم إما بإردتها أو بإجبارها من قبل الأهل والأقارب إلى قتل طفلها بالإجهاض، حتى الأم يجب ان لا تدين نفسها، بل تطلب الرحمة لتخلص نفسها من جُرحٍ عَميق وموتِ طفلٍ جَديد. عقلية رجم الأم الحامل في حالة الخطيئة يجب ان تنتهي إلى الابد.