بقلم آن كوريان
روما، الاثنين 7 نوفمبر 2011 (ZENIT.org)- لقد بدأ التحقيق بأعجوبة غير مؤكّدة، حصلت بشفاعة يوحنا بولس الثاني: وهي شفاء إمرأة مكسيكيَّة، تُدعى سارا غوادالوبي فوانتس غراسيا، التي شُفيَتْ فجأةً من ورمٍ مَنعَ 80% من عمل الحنجرة، والتي كانت في حالة مخطرة جداً.
أعلن المسؤول عن دعوة الطوباوي يوحنا بولس الثاني، المونسنيور سلاوومير آودر، أنَّه منذ تطويب البابا في ماير الماضي، درسَ “العديد من النِعم والعديد من الأعاجيب الغير مؤكَّدة” الآتية من دولْ عدّة ومنها: فرنسا – الولايات المتحدة الأمريكيّة – ألمانيا وإيطاليا.
أعلنت السيدة فوانتس غراسيا التي تعيش في ولاية يوكاتان، أنَّها وضعت صورة الطوباوي يوحنا بولس الثاني على صدرها وعنقها طالبةً منه شفاعته لدى الله لشفاءها خلال تواجد ذخائره في المكسيك.
كما أنَّ سيادة المطران غوميس بارادا، راعي أبرشيّة يوكاتان، الذي حالياً في حالة دراسة للحدث وفي حالة تحصيل المعلومات الطبّية وشهادات الخبراء المستقلّين. ومن ثَمَّ، تُجمَعُ كلُّ الوثائق والأبحاث المفصَّلة والدراسات الطبيَّة والعلميَّة وتُرسل إلى مجمع دعاوى القديسين في روما.
فإذا رأى المجمع صحيَّة وثبوتيَّة الأوراق، يقدِّمها إلى قداسة البابا مبارك السادس عشر. ومِن بعدِها يتمّ إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني.
لقد تمَّ إعلان البابا المُنتقِل طوباويّاً في الأول من شهر ماير. وقبل ذلك، أعلن قداسة البابا مبارك السادس عشر أنَّ العيد السنوي الليتورجيّ لسَلَفِه سيكون في 22 أكتوبر.
لذا حدَّدَ البابا الحاليّ أنَّه سيتمّ إحياء العيد الليتورجي للطوباوي يوحنا بولس الثاني في روما، في الأبرشيّة التي خدم فيها أكثر من رُبعِ قرن وفي بلده بولونيا. أما بالنسبة لباقي البلدان، فقد ترك حريّة تحديد يوم عيد الطوباوي لمجلس أساقفة كلّ بلد.
نرى أن عيد الطوباوي يوحنا بولس الثاني يختلف عن عيد باقي الطوباويين والقديسين، أي أنَّه لا يُحتَفَل فيه بذكرى يومِ وفاته. إنَّ اليوم المحدَّد من قبل البابا مبارك السادس عشر، وُضِعَ تذكاراً ليوم توليّة يوحنا بولس الثاني ك “بابا” في 22 أوكتوبر 1978.
إنَّ أوَّل أعجوبة وافقَ عليها مجمع دعاوى القديسين بشفاعة يوحنا بولس الثاني، تمَّت مع الراهبة الفرنسيَّة، ماري سيمون- بيار، التي شُفيَت من مرض الباركنسون الذي عانى منه الطوباوي عينُه. فبفضل تلك الأعجوبة، تمَّ إعلانه طوباويّاً في الأول من شهر ماير 2011. وعندما تتمّ أعجوبةُ ثانيّةُ بشفاعته ويتمُّ تأكيدها وموافقتها من قبل مجمع دعاوى القديسين، يُصبحُ من الممكن إعلان الطوباوي يوحنا بولس الثاني قديساً، لأنَّه من المهمّ لإعلان قداسة أحد، قداسته وتقرُّبه من الله.
“إنَّ الجانب الذي أذهلني كثيراً والأهمّ في حياته، ألا وهو اكتشاف مصدر ومنبع نشاطه اللاعاديّ: عَيشَ حرّيته وعُمقِ فكره من خلال علاقته الوطيدة مع السيّد المسيح. هذا ما أعربَ عنهُ المونسنيور آودر، بينما كمَّل حديثه قائلاً: “مما يبدو لنا، أنَّه كان صوفيّاً؛ أي أنَّه كان إنساناً يَعيشُ بحضرة الله، منقاداً من الروح القدس، متمرِّساً بالحوار مع الله، بانياً حياته حولَ السؤال: “هل تحبني؟”. لذا كانت حياته جواباً على سؤال الربّ. وأعتقد أنَّ هذا الجانب هو الكنز الأكبر في ملف تقديسه”.
نقله إلى العربية: الأب فادي الراعي