زحلة، الخميس 10 نوفمبر 2011 (Zenit.org). – برعاية سيادة المطران منصور حبيقة رئيس أساقفة أبرشيَّة زحلة للموارنة، السامي الاحترام، وبدعوة من رئيس دير مار أنطونيوس الكبير – زحلة الأب شربل رعد ورهبان الدير وتنظيمهم، والتحاقًا بالمؤتمرَين المنعقدَين في الدّير المذكور : الأوَّل، المؤتمر القرباني سنة 2005 والثاني مؤتمر كنيسة زحلة والبقاع، تمايز التنوّع في غنى الوحدة سنة 2009، عُقد يوم السبت 5 تشرين الثاني 2011 المؤتمر الثالث تحت عنوان: “الكنيسة الكاثوليكيَّة في الشرق الأوسط، وجود وشهادة”.
حضر المؤتمر السادة المطارنة منصور حبيقه، عصام يوحّنا درويش، اسبيريدون خوري، يوستينوس بولس سفر، جورج اسكندر وأندره حدّاد، النائب العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب إميل عقيقي ورئيس بلديّة زحلة المعلقة المهندس جوزف دياب المعلوف، و150 مشاركًا من الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيِّين في زحلة وجوارها.
افتتح المؤتمر سيادة المطران عصام يوحنا درويش رئيس أساقفة أبرشيَّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيِّين الكاثوليك، بصلاة حسب الطقس الملكي البيزنطي، ثم رحَّب رئيس الدير الأب شربل رعد بالمشاركين وعرض إشكاليَّة المؤتمر، وشدَّد على أهميَّة الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وعلى دور المسيحيِّين بالشهادة للمسيح الفادي والمخلِّص، وأعرب عن ضرورة التضامن مع العالم كلّه ومع كل إنسان يتعرَّض لانتهاك كرامته وحريَّته، لأنَّ كلّ إنسان هو أخونا بالمسيح مهما كان انتماؤه الوطنيّ أو العرقيّ، وكلُّ ألم يعيشه نعيشه نحن أيضًا معه.
وبعد حفل الإفتتاح كانت الجلسة الأولى بعنوان: آفاق حول وجود الكنيسة في الشرق الأوسط، حاضر فيها: الخوري ناصر الجميِّل عن “الكنيسة في الشرق الأوسط، وجود في التاريخ”، الدكتور هنري كريمونا عن” الكنيسة في الشرق الأوسط: وجود في أسس وثوابت” والبروفسّور هدى نعمة عن “الكنيسة في الشرق الأوسط: وجود متجدِّد ومنفتح”
وتمحّورت الجلسة الثانية حول: الشهادة في حياة الكنيسة في الشرق الأوسط، وقد تحدَّث فيها كلٌّ من الأب عبدو بدوي عن: “الشهداء المعاصرون في الشرق الأوسط”، والأب لويس الخوند عن “شهادة الكنيسة في العالم المعاصر” والأخت باسمة الخوري عن “شهادة في المحبّة” .
أمّا الجلسة الثالثة فكانت بعنوان: “الكنيسة والحوار”، وتحدَّث فيها كلّ من الدكتور وائل خير عن: “الكنيسة وعلاقتها مع محيطها العربي والشرق أوسطي”، والأب جورج باليكي عن: “الكنيسة في الشرق الأوسط والحوار المسكوني” والأب جوزف قزّي عن: “أُحبُّ كنيستي”.
واختتم المؤتمر راعيه سيادة المطران منصور حبيقه بقدَّاس احتفالي عاونه فيه رئيس الدّير الأب شربل رعد والأب بطرس عازار رئيس دير مار يوسف الأنطونيّة – زحلة والأب فادي مسلّم، مدير الجامعة الأنطونيّة فرع زحلة، وأدَّت ترانيمه جوقة الرّعيَّة. وبعد أن شكر راعي المؤتمر المطران حبيقه رئيس دير مار أنطونيوس ورهبانه ومعاونيهم على تنظيم هذا المؤتمر، دعا في عظته إلى تجديد الإيمان بأنّ الكنيسة هي شعب الله الّذي يقوده المسيح ويوحّده ويغذّيه بالإفخارستيّا ليتحوّل من وضعه البشريّ إلى الحالة الإلهيّة. واعتبر سيادته أنّ الكنيسة توزّع أسرار الخلاص وتعطي الناس الوحي وتشرحه وتضمن نقاء العقيدة، وختم قائلا: “أحبّ كنيستي كنفسي، لأنّها نحن، أي كلّنا جميعًا الّذين نلنا العماد الواحد ونشترك بجسد الربّ الواحد الّذي يأبى الإنقسامات التي تعبث بنا وتهدّد قوامنا وكياننا، كما يأبى الفتور واللامبالاة الّلذين يصيبان هذا الجسد بالذبول الّذي لا يليق به. فانظروا يا إخوتي إلى دعوتكم التي دُعيتم إليها، على ما يقول بولس الرسول، وليبارككم الله لكي تكونوا في هذا الجسد أعضاءَ حيّة تنهض بالجسد كلّه”.