بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 5 أبريل 2012 (ZENIT.org). – ترأس البابا بندكتس السادس عشر مساء اليوم الخميس الاحتفال بقداس عشاء الرب الذي يفتح ثلاثية الفصح، وذلك في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران. رافق القداس رتبة الغسل، قام فيها البابا بغسل أرجل 12 كاهنًا يمثلون الرسل.
وقد تلا الأب الأقدس عظة تحدث فيها عن معنى هذا اليوم المقدس الذي أسس فيه الرب يسوع سرين هما سر الكهنوت وسر الافخارستيا. وذكر البابا أن يوم “خميس الأسرار” يتضمن أيضًا خبرة خيانة يهوذا، وحدة يسوع في صلاته في بستان الزيتون، القبض عليه، إنكار بطرس، اتهامه أمام المجمع وتسليمه إلى بيلاطس، الحاكم الروماني للحكم عليه.
وعلق البابا على نص الإنجيل الذي يتحدث عن صلاة يسوع في بستان الزيتون، فلفت إلى أن الفقرة الإنجيلية تشير إلى أن يسوع خرج إلى الصلاة “في الليل”. الليل يعني انقطاع التواصل وحالة لا يرى فيها الناس بعضهم البعض. الليل هو رمز لعدم التفاهم. في كلمة، الليل هو رمز الموت، رمز فقدان الشركة والحياة. ويسوع “يدخل في الليل ليتغلب عليه، ولكي يفتتح يوم الله الجديد في تاريخ البشرية”.
وتحدث الأب الأقدس أيضًا عما فعله التلاميذ الثلاثة، بطرس، يوحنا ويعقوب الذين أخذهم يسوع للصلاة بالقرب منه، ولكنهم استغرقوا في النوم ثلاث مرات. يسوع متروك من الجميع، حتى من أقرب تلاميذه، وفي وحشته هذه يتوجه إلى الآب داعيًا إياه باسم الدالة: “أبّا”. “لغته هذه هي لغة من يدرك حقًا أن “طفل”، ابن الآب، صلاة من يجد نفسه في شركة مع الله، في أعمق اتحاد معه”.
وشرح الأب الأقدس أن بعد البنوة هذا، يشكل الخاصية التي تميز شخصية يسوع في الأناجيل. “إن كينونته مع الآب هي قلب شخصيته”. ومن خلال يسوع المسيح نتعرف نحن بدورنا على هوية الله: هو آب محب يمكننا أن نثق به. صلاة يسوع في بستان الزيتون تعلمنا هذه الثقة.
في صلاته الواثقة يسوع يتصرف بدالة بنوية و “يتصارع مع الآب”. كما و “يتصارع مع ذاته”، “يصارع لأجلنا. فيختبر الكآبة أمام قوة الموت”. في صلاته المريرة هذه يتصرف يسوع ككاهن: يحمل خطيئة العالم ويرفعنا إلى الآب. ويشكل بهذا الشكل صورة الكاهن، الصورة الأكمل التي يجب الاقتداء بها.
–