من جهته ردّ غبطة البطريرك بكلمة شكر قال فيها ان النبع الحقيقي الذي نشرب منه جميعاً هو يسوع المسيح ومحبة الله التي تجمعنا، واضاف: اعود الى لبنان وفي قلبي سعادة كبرى لما عاينته من انجازات ومجهود كنسي ومدني في هذه المنطقة ويسعدني ان احمل هذا الانطباع والوقائع والحاجات الى مجلس المطارنة، ونحن ندرك اهمية الخدمة الروحية في الانتشار وواجب الكنيسة في مواكبة مؤمنيها اينما حلّوا. كما يسعدني ايضاً ان احمل ذلك الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية وخاصة بعدما سمعت الكثير من تطلّعات وآمال جالياتنا اللبنانية التي نفتخر بها جداً. وأطلب منكم ان تصلّوا دائماً من اجل لبنان كي يحافظ على كيانه وعلى دوره. نحن نعيش ظروفاً صعبة جداً وازمات في الشرق، ولكن يبقى للبنان ان يلعب دوراً مهماً تجاه العالم العربي، فكل الانظار تتّجه الى لبنان، ما يعني انه على لبنان ان يؤدي شهادة العيش معاً المسيحي – الاسلامي، وعيش الديمقراطية والحريات وان يشكل واحة لقاء وحوار وتلاقي، وهو بذلك حاجة لكل البلدان العربية. وختم البطريرك الراعي: “لبنان هو وطنكم الروحي وعزّتكم، واتمنى ان توفّقوا والا توفّروا فرصة للمجيء اليه باستمرار”.
بعد ذلك بارك غبطته حجر الاساس لكنيسة مار شربل المزمع بناؤها في غودالاخارا، على قطعة ارض قدّمتها سيدة من أصل ياباني متزوجة من رجل مكسيكسي.
ومن غوادالاخارا توجّه غبطته – على متن طائرة خاصة حملت شعار البطريركية المارونية، وقد وضعها بتصرّفه السيد خوسيه عبد- الى شيواوا حيث كان لغبطة البطريرك استقبال حاشد ومميّز على ارض المطار بحضور حاكم الولاية سيزار دوارتيه خواكيز وزوجته وكاهن الرعية الاب البرتو معوشي وحشد من ابناء الجالية اللبنانية، وهناك حمل الاطفال الاعلام اللبنانية وصور البطريرك ورحبوا بالضيف الكبير على طريقتهم. وكنت كلمة ترحيبية ألقاها الحاكم باسم الولاية اعتبر ان البركة حلّت على شيواوا بزيارة البطريرك الراعي، هذه الولاية الطيبة التي كان للجالية اللبنانية فيها بصمات بيضاء خاصة لناحية الانماء والاقتصاد والتجارة والثقافة، في ارض تبلغ مساحتها 240 الف متراً مربعاً ولا يزال يعيش في جبالها الكثير من السكان الاصليين الى جانب ثلاثة ملايين نسمة من المواطنين. واشار خواكيز الى ان السماء لم تمطر على شيواوا منذ أكثر من سنتين آملاً بعودة المطر ببركة غبطته وصلاة المؤمنين.
ثم كانت كلمة شكر للبطريرك الراعي هنأ فيها الجالية اللبنانية على مساهماتها الكبرى في ازدهار الولاية معتبراً ان دم اللبنانيين المغتربين لن يتغيّر وهم يبقوا في قلب لبنان وفي صلب حياته وآملاً ان يحافظوا على روابطهم بوطنهم الروحيأ وان يبذلوا ما بوسعهم من اجل الارض التي ولدوا فيها أو تحدروا منها.
وبعد الظهر زار غبطته دير وميتم راهبات مار يوسف (اليوسفيات) في شيواوا حيث ترأس الذبيحة الالهية للراهبات شاكراً اياهن على استقبالهن للرعية المارونية الاولى التي وصلت الى شيواوا وقد وضعن كنيسة الدير في تصرف الرعية المارونية آنذاك. ثم زار البطريرك الميتم حيث التقى بالاطفال الايتام الذين انشدوا ترانيم ترحيبية خاصة بالزيارة. والقت رئيسة الدير الام ماريا انطونيتا كلمة قالت فيها: “لقد استقبلنا الموارنة في ديرنا يوم كانت الكنيسة المارونية مجهولة عندنا لدرجة انهم شكوا بكاثوليكتها، استقبلناهم لاننا رأينا فيهم وجه المسيح. ويسعدنا ان يكون ديرنا هو مغارة الميلاد بالنسبة للرعية المارونية، وهو اليوم لا يزال بيت الموارنة.
من جهته ذكّر غبطته بالاعجوبة التي حدثت في روما عام 1215 خلال المجمع المسكوني اللاتراني الرابع على يد البطريرك ارميا العمشيتي – يوم كانت تدور الشكوك حول كاثوليكية الكنيسة المارونية – اذ وخلال رفع القربان المقدس خلال القداس، الذي كان يحتفل به البطريرك بحسب الطقس الماروني، بحضور قداسة البابا، استقر القربان عالياً على مرأى من الجميع ليقولوا انها حقاً كاثوليكية ولا شك في ذلك.
ومن الدير توجه البطريرك الراعي لزيارة نصب المغترب اللبناني حيث وضع باقة من الزهر والقى رئيس البلدية ماركو مرتينيز كلمة اعتبر فيها ان زيارة البطريرك الراعي الى ولاية شيواوا هي شرف كبير لكل سكانها منوّهاً بالدور البنّاء الذي تقوم به الجالية اللبنانية على كافة الصعد وبمساهمتها في ازدهار وتقدّم الولاية. وردّ غبطته بكلمة شكر وثناء على ما قامت به البلدية من تكريس لسمو الصداقة اللبنانية المكسيكية ومن دعم للجالية اللبنانية التي اعطت من قلبها وتضحياتها للبلد المضيف المكسيك. ثم جرى تبادل للهدايا التذكارية.
بعد ذلك زار غبطته برفقة رئيس البلدية وحشد من المؤمنين كاتدرائية المدينة.