وصف جيليو الكفن بأنّه صورةٌ فطبيعته الجذابة تحثّنا على التفكير بالسينما التي هي عبارة عن “حركة” صور متتابعة والكفن المقدّس هو تلك الظاهرة التي تفاجئنا.
بعد أن غذّت نصوصُ الإنجيل الفنونَ البصرية واللوحات المقدّسة، في كل من الشرق والغرب، أصبح وجود المقاطع الإنجيليّة ضرورة في تطوّر الصور المتحرّكة أي في السينما.
وردًّا عن سؤال حول الرّابط الذي يجمع بين صورة الكفن الغامضة والفن السّينمائي قال جيليو إنّ هدف السّينما هو تقديم وتصوير كل ما يمكن للطبيعة البشرية أن تظهره لنا، بمختلف حقائقه وأشكاله. والكفن المقدّس يقدّم أحداثا مرتبطة بشخصية المسيح التّاريخية. وتجدر الإشارة إلى أنّ المسافة الفاصلة بين الأحداث التاريخيّة نفسها وإعادة تجسيدها في السّينما قد تكون مخيّبة للآمال في بعض الأحيان.
وهو يعتبرُ أنّ الكفن هو قصّة تاريخيّة، تنقل لنا ما لا نجده في الأناجيل نفسها عن ساعات يسوع الأخيرة فكل التفاصيل قد انطبعت على ذلك القماش.
وأضاف أنّ قلّة هي الأفلام التي تتناول ذلك الكفن، بما فيها أفلام حياة المسيح. وهناك الأعمال التي تتأرجح بين الشكوك ووجهات النّظر المختلفة والتي تصل إلى حد الشك بتاريخيّة المسيح. كما صدرت بعض الأفلام الوثائقيّة المتمحورة حول الكفن والتي يتميّز بعضها بنوعية فنية عالية كالشاهد الصامت (دافيد رولف، بريطانيا 1978)…
وأنهى جيليو متحدثًا عن رأيه في بعض الأفلام التي تناولت الكفن المقدّس قائلًا إنّ المسيح لروبرتو روسّيليني و يسوع النّاصري لفرانكو زيفيريلّي هما من الأفلام الجيّدة التي تتطرّق لموضوع الكفن.
ومن الأفلام من هو أكثر أمانة للتفاصيل التي يكشفها الكفن كفيلم “تجربة المسيح الأخيرة” لسكورسيزي و”الجلجلثة” لجوليان دوفيفي. بينما يبتعد فيلم “آلام المسيح” لميل غبسون عن المعطيات الرسمية للكفن، ولكنه يظهر في الختام وبشكل مذهل فراغ الكفن في مشهد القيامة.