معنى اليوم العالمي للحياة المكرسة الذي أسسه البابا يوحنا بولس الثاني

الحياة المكرسة “عطية الله الآب لكنيسته بواسطة الروح القدس”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، 2 فبراير 2006 (ZENIT.org). – إن تقدمة يسوع إلى الهيكل – التي تحتفل بها الكنيسة في 2 فبراير – تمنح المعنى الكامل لليوم العالمي للحياة المكرسة.

وقد تحدثت صحيفة الكرسي الرسولي “L’Osservatore Romano” في إصدار البارحة عن عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل الذي ابتدئ بالاحتفال به في القرن الرابع، على الأرجح، وذلك لأن الشهادات التي وصلت إلينا عن العيد ترجع إلى ذلك القرن.

وعيد تقدمة يسوع إلى الهيكل مستوحى من الرواية الإنجيلية في إنجيل لوقا 2، 22- 40:

“22ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ، 23كما كُتِبَ في شَريعةِ الرَّبِّ مِن أَنَّ كُلَّ بِكرٍ ذَكَرٍ يُنذَرُ لِلرَّبّ، 24ولِيُقَرِّبا كما وَرَدَ في شَريعَةِ الرَّبّ: زَوْجَيْ يَمَامٍ أَو فَرخَيْ حَمام.

25وكانَ في أُورَشَليمَ رَجُلٌ بارٌّ تَقيٌّ اسمُه سِمعان، يَنتَظرُ الفَرَجَ لإِسرائيل، والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه. 26وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قد أَوحى إِلَيه أَنَّه لا يَرى الموتَ قَبلَ أَن يُعايِنَ مَسيحَ الرَّبّ. 27فأَتى الـهَيكَلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح.

ولـمّا دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة، 28حَمَله عَلى ذِراعَيهِ وَبارَكَ اللهَ فقال:

29((الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ 30فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ 31الَّذي أَعدَدَته في سبيلِ الشُّعوبِ كُلِّها 32نُوراً يَتَجَلَّى لِلوَثَنِيِّين ومَجداً لِشَعْبِكَ إِسرائيل )). 33وكانَ أَبوه وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه.

34وبارَكَهما سِمعان، ثُمَّ قالَ لِمَريَمَ أُمِّه: (( ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل وآيَةً مُعَرَّضةً لِلرَّفْض. 35وأَنتِ سيَنفُذُ سَيفٌ في نَفْسِكِ لِتَنكَشِفَ الأَفكارُ عَن قُلوبٍ كثيرة )).

36وكانَت هُناكَ نَبِيَّةٌ هيَ حَنَّةُ ابنَةُ فانوئيل مِن سِبْطِ آشِر، طاعِنَةٌ في السِّنّ، عاشَت مَعَ زَوجِها سَبعَ سَنَواتٍ 37ثُمَّ بَقِيَت أَرمَلَةً فَبَلَغَتِ الرَّابِعَةَ والثَّمانينَ مِن عُمرِها، لا تُفارِقُ الـهَيكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار. 38فحَضَرَت في تِلكَ السَّاعَة، وأَخَذَت تَحمَدُ الله، وتُحَدِّثُ بِأَمرِ الطِّفلِ كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ افتِداءَ أُورَشَليم.

39ولَـمَّا أَتَمَّا جَميعَ ما تَفرِضُه شَريعَةُ الرَّبّ، رَجَعا إِلى الجَليل إِلى مَدينَتِهِما النَّاصِرة. 40وكانَ الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة، وكانت نِعمةُ اللهِ علَيه”.

وعلقت جريدة الأوسرفاتوري رومانو على هذا النص الإنجيلي معتبرة إياه: “اللقاء الرسمي” بين يسوع وشعبه الممثل بشخص سمعان. ولذا يعرف هذا العيد في الكنائس الأرثوذكسية بـ “اللقاء المقدس” (hypapantè).

وشرحت الجريدة: “فهو لقاء واعتلان، لأن مريم، بدخولها إلى الهيكل، تعلن للعالم معطي الشريعة ومكملها. وترافق ابنها في تقدمته الأولى إلى الآب”.

ويعود الفضل إلى الاصلاح الليتورجي الذي تم في سنة 1966 في إرجاع المعنى الكريستولوجي إلى هذا العيد.

إن تكريس يسوع إلى الآب في الهيكل، يسبق فيعلن تقدمته وتضحيته على الصليب. ومريم، ستكون حاضرة هناك كما هي حاضرة في التقدمة إلى الهيكل، وكما تقول النبوءة، “ستخترق حربة قلبها”.

والعيد هو عيد النور، لأن سمعان قال: “نور ينير الأمم…”. و لهذا السبب تتم مباركة الشموع في هذا العيد.

وفي سنة 1997، أعلن البابا الثاني من فبراير، يومًا عالميًا للحياة المكرسة، بعد الإرشاد الرسولي “الحياة المكرسة” (Vita consecrata) الذي تم توقيعه في 25 مارس 1996.

ويتحدث الإرشاد الرسولي عن الحياة المكرسة ورسالتها في الكنيسة والعالم. ويعتبر البابا يوحنا بولس الثاني الحياة المكرسة “عطية الله الآب لكنيسته بواسطة الروح القدس”.

ويقول: “على ممر العصور، لم تفتقر الكنيسة إلى رجال ونساء مطواعين، يلبون دعوة الآب وإلهام الروح القدس، ويختارون هذه الطريقة المميزة في اتباع المسيح، مكرسين نفسهم له بقلب “غير منقسم”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير