الفاتيكان، 27 فبراير 2007 (ZENIT.org). – اعتبر واعظ الرياضات الروحية التي يقوم بها الأب الأقدس في هذا الأسبوع أن الاعتراف بالخطيئة يرافقه اكتشاف للفرح العميق النابع من غفران الله.

ويقوم الكاردينال جاكومو بيفي، رئيس أساقفة بولونيا المتقاعد، بقيادة الرياضات الروحية بعنوان "اسعوا إلى الأمور التي في العلى" والتي يشارك فيها الأب الأقدس بندكتس السادس عشر والإدارة البابوية في كنيسة "أم المخلص" في القصر الرسولي.

وتحدث الكاردينال بيفي في التأمل الأول، نهار الاثنين بمواضيع زمن الصوم الرئيسية: التوبة، وبالتالي معنى الخطيئة والارتداد الخلاصي.

وقال الكاردينال بيفي أن ليتورجية الصوم مطبوعة بالكلمة التي بدأ بها يسوع خدمته الرسولية: "توبوا وآمنوا بالإنجيل".

واعتبر بيفي أن هذه الفترة ليست فترة لنرى "إذا" كان هناك ما يجب تغييره في حياتنا، بل "ماذا" يجب تغييره في حياتنا.

وقال الكاردينال أن التوبة هي تغيير في اتجاه حياتنا، يبدأ من القلب، من الندامة الداخلية، وإذا رفض تلميذ المسيح الخطيئة بثبات، يختبر ثمر التوبة الصادقة الذي هو الفرح الأكيد.

وأشار الكاردينال إلى أن الكثيرين يقولون أن مجتمعنا قد أضاع حس الخطيئة. واعتبر بيفي أن هذا ليس صحيحًا لأن وسائل الإعلام لا تنفك تستنكر لأعمال السوء التي ترتكب يوميًا.

واستنتج الكاردينال بسخرية أن حس الخطيئة ما زال موجودًا، ولكن لا حس الخطيئة الذاتية بل حس خطيئة الآخر. والتوبة التي تؤدي إلى الخلاص هي التوبة النابعة من الاعتراف بالخطيئة الذاتية، لأن الابتعاد عن الخطيئة هو اقتراب من الله.

وفي تأمل الاثنين الثاني، تأمل الكاردينال بيفي بالتعبير الذي يرد في ليتورجية أربعاء الرماد: "اذكر أنك تراب، وإلى التراب تعود".

وقال أنه في عالم لا يعترف باللامرئي، يعتبر الموت كارثة. فحياة تفنى بالموت تجعل الأعمال التي يقوم بها الإنسان بينما هو حي بلا معنى. ومن هذا المنطلق، تتساوى الحياة الصالحة بالحياة الطالحة لأن كلتيهما، على ما يبدو، ستنالان الأجر نفسه.

واعتبر بيفي أن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يقومون بالانتحار هو تعبير بليغ في مأساويته عن الحياة التي تعاش دون معنى، مشيراً الى أن هذا الفراغ هو منافٍ للطبيعة البشرية.

وهنا تكمن الجدة التي يحملها الإنجيل: فالمسيحي لا يحرّم الحديث عن الموت، ولا يخجل من الشعور بالرهبة أمام واقع الموت، فالرب نفسه شعر بهذه الرهبة. ومن هذا المنطلق حض نيافته الأساقفة الحاضرين على التحرر من التأثيرات التي تحرّم الحديث عن موضوع الموت.

أضاف بأنه يجب أن نحمل الإنسان على الخيار لا بين حياة مستقبلية لا يعرف عنها شيئًا، وأفراح الحياة الحاضرة، بل بين حياة خالية من أي معنى ورجاء حدث سيهبنا معنىً ووجهةً، وهذا الحدث هو القيامة.

وأنهى الكاردينال قائلاً: "إن حياتنا من دون الله هي شعلة، لا يبقى منها إلا الرماد عندما تنطفئ".