- إن الوضع العام في لبنان لا يدعو إلى الطمأنينة، وإن ما جرى يومي الثلاثاء والخميس، أي في الثالث والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الفائت من مظاهرات ، وإحراق دواليب ، وقطع طرقات وسقوط قتلى وجرحى، لم يكن ظاهرة عادية، بل ، في ظنّ بعضهم ، محاولة انقلاب ترمي إلى تغيير مسار البلد، في ما لو نجحت ، وهذا ليس بمألوف في بلد كلبنان.

 2 – إن مؤتمر باريس3 الذي كان ما حدث من إضرابات وشغب أشرنا إليها اعلاه يرمي إلى تفشيله، دلّ على ما لوطننا من مكانة بين الدول والمؤسسات المانحة. ولا بدّ لنا من أن نشكر هذه الدول وفي طليعتها فرنسا التي بذل رئيسها السيد جاك شيراك ما باستطاعته للمساعدة على إنهاض لبنان من كبوته .

 3 – إن الآباء يشكرون كل الذين وقّعوا وثيقة ثوابت الكنيسة المارونية وميثاق الشرف بالامتناع عن الاقتتال ، آملين أن يغلّبوا المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة ، وأن يبذلوا جهدهم لدرء ما يتهدّد لبنان من مخاطر خارجية وداخلية.

 4 – إن هذا التجاذب الفاضح بين أهل السلطة ، وما يرافقه من شلل على صعيد المؤسسات الرسمية لممّا يندى له الجبين خجلا. وليس بينهم من يفكّر بأن اهل الخير من دول العالم يسارعون إلى نجدتنا وإقالة عثرتنا ، بينما المسؤولون من بيننا يعملون ما بوسعهم لإغراق البلد في خلافاتهم ومشاحناتهم وارتهان بعضهم إلى الخارج .

 5 – إن زمن الصوم ، هو الزمن المقبول على ما يقول الكتاب، يساعد النفوس على تنقيتها من أدرانها ، ويعيد الصفاء إلى الاذهان، ويقرّب الناس من الله وبعضهم من بعض، بالصفح والغفران والمودّة ، ويدفع الاغنياء من بينهم إلى مدّ  يد المساعدة إلى أهل الفاقة ، والى التضافر لإنهاض بلدهم ممّا يتخبّط فيه من مشاكل . ونسأل الله، بشفاعة مار مارون ، ابي كنيستنا المارونية الذي نحتفل بعيده بعد غد ،  أن يلهم الجميع بذل الجهد المطلوب لحلّها والعودة بلبنان إلى شاطئ الأمان والسلام.