أيها الإخوة والأخوات الاعزاء!
تحتفل إيطاليا اليوم بـ "يوم الحياة" الذي ينظمه مجلس الاساقفة وهو بعنوان: "المحبة والرغبة في الحياة".
تحية قلبية لكل الذين حضروا الى ساحة القديس بطرس للشهادة على التزامهم في الدفاع عن الحياة منذ لحظة الحبل وحتى نهايتها الطبيعية. أضم صوتي الى أصوات الاساقفة الايطاليين لتجديد النداء الذي أطلقه اسلافي الموقرون الى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة، ليظهروا رغبتهم في قبول عطية الحياة الكبيرة والسرية.
الحياة، التي هي من صنع الله، لا ينبغي إنكارها على احد، ولا حتى على المولود الصغير وغير المحمي، سيما في حال وجود إعاقات خطيرة. في الوقت عينه، ومع رعاة الكنيسة في إيطاليا، أدعو الى عدم الوقوع في التفكير في التصرف بالحياة لدرجة "تشريع الموت الرحيم، متخفين وراء وشاح الرحمة البشرية" .
يبدأ اليوم في أبرشية روما "أسبوع الحياة والعائلة"، وهي مناسبة هامة للصلاة والتأمل حول العائلة، "مهد" الحياة ومهد كل دعوة. نعلم جيداً كيف أن العائلة المبنية على الزواج تشكل المحيط الطبيعي لولادة الأبناء ولتربيتهم، وبالتالي لضمان مستقبل البشرية جمعاء. ونعلم بالمقابل بأنها تعاني من أزمة عميقة وبأنه يتعيّن عليها أن تواجه جملة من التحديات. من الضرورة إذن الدفاع عنها، مساعدتها، حمايتها وتقييمها في فرادتها المميزة.
وإذا كان هذا الإلتزام يعني، بالدرجة الاولى، الأزواج، فهو أيضاً من واجبات الكنيسة الأولية وواجب كل مؤسسة عامة داعمة للعائلة من خلال مبادرات رعوية وسياسية، وتأخذ بعين الاعتبار الحاجات الحقيقية للأزواج، المسنين والأجيال الجديدة. المناخ العائلي الهادىء، المستنير بالإيمان ومخافة الله، يدعم نمو وازدهار الدعوات في خدمة الإنجيل. أتوجّه بتفكيري، بنوع خاص، الى جانب المدعوين لاتباع المسيح في الكهنوت، الى كل الرهبان والراهبات والاشخاص المكرسين، الذين ذكرناهم يوم الجمعة الماضي بمناسبة "اليوم العالمي للحياة المكرسة".
أيها الإخوة والاخوات، نصلي لكيما من خلال الالتزام المتواصل في سبيل الحياة ومؤسسة العائلة، تكون جماعاتنا أماكن شراكة ورجاء حيث تتجدد الـ"نعم" للمحبة الحقيقية وواقع الانسان والعائلة حسب تدبير الله الاساسي. نطلب من الرب، بشفاعة مريم الكلية القداسة، أن ينمو احترام قدسية الحياة والوعي على المتطلبات العائلية الحقيقية، وأن يزداد عدد الذين يساهمون في تحقيق حضارة المحبة في العالم.