محامي طارق عزيز الإيطالي، جوفاني دي ستيفانو، يؤكد بأن عزيز، البالغ من العمر 70 سنة، مُنع من الحصول على علاج للمشاكل القلبية التي يعاني منها. دي ستيفانو، الذي كتب الرسالة التي وقّعها موكّله، صرّح أيضا بأنه لم يقل لعزيز سبب اعتقاله حتى الآن.
أوصل دي ستيفانو رسالة عزيز الى الكاردينال ترشيتزيو بيرتوني، وزير خارجية دولة الفاتيكان، والى المونسنيور غابرييلي جوردانو، مسؤول في الكوريا الرومانية.
وكان عزيز قد لجأ الى الفاتيكان في مناسبتين أخرتين منذ أن اعتقله الجنود الامريكيون في أبريل 2003. نداؤه من أجل الحصول على دفاع مجاني عام 2004 لاقى تجاوباً على يد الاب جان ماري بنجامان، كاهن يقدم نفسه كصديق لوزير الخارجية السابق. الاب بنجامان، المدير السابق لمؤسسة بياتو أنجيليكو التي تشجع الحوار المسيحي- الاسلامي، كان أيضاً اليد المحرِّكة لحصول عزيز على مقابلة مع البابا يوحنا بولس الثاني قبل أشهر من اجتياح العراق. طارق عزيز، من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية، كان قد حصل أيضاً على دعم بطريرك بغداد للكلدان، غبطة عمانوئيل الثالث ديلّي.
لمزيد من المعلومات عن موقف الكرسي الرسولي حيال موضوع طارق عزيز، أجرت وكالة زينيت مقابلة مع المونسنيور فيتوريو فورمينتي، مسؤول في أمانة سر دولة الفاتيكان.
زينيت: هل سبق وتدخّل الكرسي الرسولي في مواضيع حساسة كموضوع طارق عزيز؟
مونسنيور فورمينتي: يتلقى الكرسي الرسولي هذه النداءات ومن ثم يعمل على الحوار مع الحكومات المعنية عن طريق العلاقات الديبلوماسية. من المؤكد أنه لا يمكن للكرسي الرسولي أن يتدخل في القضاء، وإنما قد يتدخل على الصعيد الإنساني وأن يطالب بحفظ حياة الأشخاص المحكومين بالإعدام، وهذا ما يقوم به غالباً.
زينيت: هل تعتقد بأن الكرسي الرسولي ستدخّل لصالح طارق عزيز؟
مونسنيور فورمينتي: يحاول الكرسي الرسولي تقديم العون لمن يحتاجه. من المؤكد أن طارق عزيز تعاون مع صدام حسين، ولكن علينا أن ننظر كيف تعاون وعلى أية أصعدة، وما كانت خياراته. بشكل عام أستطيع القول بأن طارق عزيز هو مسيحي، وبأن الكرسي الرسولي لن يجد أية صعوبات – برأيي – في مساعدته ليحصل على مستقبل أفضل من صدام حسين.
زينيت: قد يُحكم على عزيز بالإعدام، بتهمة إصدار أمر بقتل مسلمين شيعة اشتركوا في ثورة عام 1991. وبعد إعدام صدام، قال عزيز للساندي تيليغراف – عن طريق محاميه – بأن “صدام كان صديقاً، زميلاً، رئيساً وأحببته كشخص. لم يكن الأمر مجرد عمل بالنسبة لي. أحببت صدام ونظرته المستقبلية للعراق. وعندما قُتل، قُتل معه العراق”. أمام هكذا تصاريح موالية لصدام حسين، على ماذا يرتكز الكرسي الرسولي في طلب العفو لعزيز؟
مونسنيور فورمينتي: هذه حالات يصعُب فيها على الكرسي الرسولي التدخل. طبعاً للقضاة معطياتهم بشأن عزيز، وبغض النظر عن كيفية سير الأمور، يمكن للكرسي الرسولي دائماً أن يطلب العفو. فقد انتقد الكرسي الرسولي علناً وبشدة تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين، إذ ان لكل إنسان الحق في الحياة.
وحسب تعليم الكنيسة، يرفض الكرسي الرسولي رفضاً قاطعاً حكم الإعدام، ولذلك فهو ضد تنفيذ هذه الأحكام مهما كانت التهمة وفي أي مكان كانت من العالم. تدخل الكرسي الرسولي أكثر من مرة لطلب إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام وخاصة في الولايات المتحدة، بغض النظر إذا ما كان قد تلقى طلباً للمساعدة، فهو يفعل ذلك من ناحية المبدأ.