جينيف، 9 فبراير 2007 (ZENIT.org). – وجه مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جينيف نداءً إلى قادة الأديان يدعوهم فيه إلى تعزيز السلام و إلى “عدم الاستسلام لثقافة تعارض واقتتال”.
وأطلق رئيس الأساقفة سيلفانو كاريا توماسي اقتراحًا لنشاط بين الأديان أقيم في المدينة السويسرية وشارك فيه ممثلون عن الإسلام، اليهودية والمسيحية، البوذية. وتمركز النشاط حول رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي للسلام 2007 بعنوان: “الشخص البشري، قلب السلام”.
وقال الممثل البابوي: “أتينا من تقاليد دينية وثقافية عديدة، مع اختلافاتنا التاريخية، واجتمعنا اليوم لنؤكد أن السلام هو عطية ينبغي تقبلها اليوم، وهو واجب ينبغي العمل به”.
وأكد: “لا يمكننا أن نستسلم لثقافة تعارض واقتتال، لا يمكننا أن نقبل بأنه لا يمكن تجنب الصدامات بين الأديان، وبأن الحرب هي أمر طبيعي”.
وقال رئيس الأساقفة توماسي: “إن ثقتنا هذه تنبع من عمق القيم الأساسية والمفاهيم التي تتقاسمها كل التقاليد الدينية. والقائلة بأن الله أعطى لكل شخص كرامة لا تمحى، وبالتالي مساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات”.
وأضاف الممثل البابوي: “ولكننا لسنا أبرياء. فنزعة العنف قد تفشت وتعقدت، ونجد أنفسنا، في القرن الحادي والعشرين، أمام تحديات لا سابق لها، تواجه الجماعة الدولية”.
وصرح: “إن واجب السلام يعني الآن تخطي الهوة بين الفقراء والأغنياء؛ وقف الحروب الأهلية؛ وقف الإرهاب والنزاعات المسلحة، والتسارع إلى التسلح؛ رفض تمجيد العنف عبر وسائل الإعلام”.
وقال ان الملايين من الأشخاص في أيامنا هذه هم ضحايا العنف وضحايا “احتقار الحق الجماعي”، إن هؤلاء “المرغمين على التشرد، يطالبوننا بالسلام وباحترام الكرامة البشرية. إنه لوقت عصيب، ولكننا نعرف أن هناك منطق أخلاقي مبني على الحياة الإنسانية، وهو ما يجعل الحوار ممكنًا بين الأفراد والشعوب”.
واعتبر الممثل البابوي أن “السلام يُطلق في قلب الشخص البشري، وبعد ذلك في الدول وفي الجماعة الدولية، عملية منظمة مبنية على احترام الشخص البشري والحق بالحياة، الحرية الدينية و الحقوق الإنسانية الأساسية، وإزالة اللامساواة”.
وأنهى قائلاً: “الحرب هي دومًا فشل بالنسبة للجماعة الدولية، وخسارة كبيرة للإنسانية”.