الفاتيكان، 14 فبراير 2007 (Zenit.org). – في معرض كلامه عن النساء اللواتي لعبن دورًا هامًا في المسيحية الأولى، خصص البابا قسمًا من حديثه في مقابلة الأربعاء العامة لكلام بولس عن النساء.
قال البابا: “ندين إلى الرسول بولس بوثائق حول كرامة ودور المرأة الكنسي”.
وتابع الحبر الأعظم: “ينطلق بولس من المبدأ الأساسي الذي لا يقول فقط بأنه، بالنسبة للمعمدين، “لم يعد هناك لا يهودي ولا يوناني، لا عبد ولا حر” بل أيضًا “لا رجل ولا امرأة”. والدافع وراء ذلك هو “أننا جميعنا واحد في المسيح يسوع” (غلا 3، 28)، أي أننا جميعًا نشارك في الكرامة نفسها، ولو أننا نقوم بأدوار مختلفة (انظر 1 قور 12، 27- 30).
ثم أضاف الأب الأقدس: “ولذا يعتبر الرسول أمرًا طبيعيًا أن “تتنبأ” المرأة في الجماعة المسيحية (1 قور 11، 5)، أي أن تتكلم علنًا بدافع من الروح القدس، بشرط أن يتم ذلك لأجل بناء الجماعة، وبطريقة كريمة”.
ومن هذا المنطلق تحدث البابا عن توصية بولس الشهيرة القائلة: “على النساء أن تصمت في الجماعات” (1 قور 14، 34)، فقال: “يجب اعتبار توصية بولس الشهيرة نسبية.
ثم قال الأب الأقدس: “لقد التقينا نهار الأربعاء الماضي بشخصيتي برسقة أو برسقلة زوجة أقيلا، والتي يتم ذكرها قبل زوجها بشكل مفاجئ مرتين (انظر رسل 18، 18؛ رو 16، 3): فكلا الزوجين يصنفهما بولس الرسول كـ “معاونين” (sun-ergoús) (رو 16، 3)”.
ثم تابع الأب الأقدس قائلاً: “لا يمكننا أن نغفل عن بعض المظاهر البارزة. يجب أن نعرف أن الرسالة إلى فليمون هي بالحقيقة موجهة أيضًا إلى امرأة اسمها “أبفية” (انظر فيل 2). وبعض الترجمات السريانية واللاتينية للنص اليوناني تضيف إلى اسم “أبفية” صفة “الأخت العزيزة” (soror carissima)، ويجب أن نقول أنها كانت تحتل مركزًا هامًا في جماعة قولسي. على كل حال، هي المرأة الوحيدة التي يضعها بولس بين الذين يوجه إليهم رسائله”.
ثم أضاف البابا: “ويذكر الرسول في موضع آخر امرأة اسمها “فيبة”، التي تحمل درجة شماسة (diákonos) في كنيسة قنخرية، مدينة على ساحل قورنثس الشرقي _انظر رو 16، 1- 2). ومع أن الدرجة لم تكن تتمتع حينها بقيمة محددة في سلم درجات الخدمة الكنسية، إلا أنها تعبر عن دور مسؤولية حقيقي من قبل امرأة تجاه الجماعة المسيحية. ويوصي بولس باستقبالها بحرارة وبمساعدتها “في كل حاجاتها”، ويضيف “فإنها قد حمت الكثيرين، وحمتني أنا أيضًا”.