وهذا الاتفاق هو صدى لمعاهدة بكين المتعلقة بوقف المشروع العسكري النووي في شمال كوريا، الذي أتى نتيجة مناقشات دولية شاركت فيها روسيا، اليابان، الولايات المتحدة، الصين والكوريتين.
وأشارت وكالة الأنباء الرسولية ” Fides ” أن بيونغ يانغ قد أكدت أن الاتفاق يقضي بـ “تعليق النشاط” وليس بوقف نهائي له.
وينص الاتفاق على أن بيونغ يانغ ستلتزم إبان الأيام الستين القادمة بالقيام بالإجراءات اللازمة لتعليق الأعمال المتعلقة بالأسلحة النووية، وبالخصوص، بما يتعلق بالمفاعل النووي الوحيد الموجود في يونغ بيون، وفي المقابل ستتلقى مباشرة 50000 برميل من الوقود أو ما يوازي ذلك من معونات غذائية.
وبعد أن تم توقيع الاتفاق، عبّرت الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الشمالية عن “فرحها وترحيبها” بهذا الحدث، وشكرت الدول التي ساهمت في الحؤول دون “وقوع كارثة حقيقية ضد البشرية بأسرها”، بحسب كلمات رئيس أساقفة سيوول، الكاردينال نيكولاس شييونغ جين-سوك إلى وكالة AsiaNews.it.
وشكر الكاردينال الله للطريقة التي سارت عليها الأمور لأن الاتفاق “أخرجنا من قبضة كارثة تفوق الخيال”.
واعتبر الكاردينال أن الاتفاق يحتوي على “أنوار وظلال”، لأنه ينص على أن مصادر الطاقة التي ستتلقاها مقابل الطاقة النووية ستذهب بشكل رئيسي إلى الجهاز العسكري، ولكنه اعتبر أن المواطنين سينتفعون من هذه الطاقة على كل حال ولو بشكل محدود.
ومن جهتها لمّحت الولايات المتحدة إلى بدء المفاوضات من جديد مع كوريا الشمالية إبان الأشهر المقلبة، كما وأعربت عن التزامها بإزالتها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وعن وقف احظر الإقتصادي الذي فرضته عليها.
واعتبرت آسيا نيوز أن هذه الطاقة التي ستتلقاها كوريا قد تستعمل لمتابعة برنامج تصنيع وبيع الصواريخ إلى سوريا، إيران وليبيا.
أما صحيفة مجلس الأساقفة الإيطاليين، Avvenire ، فقد اعتبرت أن هذا النصر الديبلوماسي لكوريا الشمالية، ليس نصرًا للشعب الكوري. فالمجاعة التي يعيشها الشعب تتطلب ما يزيد عن 50 مليون طنًا من الأغذية، بينما الانتاج لا يزيد عن أربعة ملايين.
ويعيش السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة في حالة صعبة بسبب النكبات التي أدت إليها السيول الطبيعية والحظر الاقتصادي الذي فُرض بعيد التجارب النووية لتي أجريت في 9 أكتوبر المنصرم.
وقد أشارت منظمة كاريتاس إلى هذه الحالة المأساوية في ديسمبر، وأعلم برنامج الأغذية العالمي بأن حوالي 1،9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة طارئة.
على كل حال، على ضوء الأجواء الإيجابية السائدة بعد اتفاق بكين، أطلقت سيوول عرضًا بإنهاء رسمي للحرب الكورية (1950- 1053) التي – تقنيًا – هي الآن في مجرد حالة هدنة.