الفاتيكان، 21 فبراير 2007 (ZENIT.org). – إن الضمير الخلقي المجرد من “الأسس الموضوعية المشتركة” معرض لخطر الوقوع في أشراك الفردانية والنسبية. هذا ما قاله الأسقف أنطوني فيشر، النائب الأسقفي في سيدني (استراليا) وبروفسور البيوأخلاقيات واللاهوت الأدبي في معهد يوحنا بولس الثاني في المدينة المذكورة.
وأتت مداخلة فيشر، في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أثناء تقديم المؤتمر العالمي “الضمير المسيحي في مساندة الحق في الحياة”، الذي سيعقد نهار الجمعة والسبت القادمين والذي سيركز على دور الضمير وأهمية تثقيفه.
وقدم فيشر بإيجاز النقاط التي سيتحدث عنها في محاضرته في 23 فبراير حول موضوع: “الضمير الخلقي بحسب التفكير الأدبي وأزمة السلطة الحالية”.
وبدأ فيشر كلمته مصرحًا أن الكلام عن “حرية الضمير” غالبًا ما يعني في أيامنا “غطاءً للتعبير عن إرادة فردية مطلقة”.
أما المفهوم المسيحي الكلاسيكي للضمير فيعني “الادراك الطبيعي للمبادئ الخلقية الأساسية، وتطبيقها في إطارات معينة، والحكم النهائي حول ما يجب القيام به، (أو ما قد تم القيام به مسبقًا)”.
ولذا فمفهوم الضمير المسيحي يفترض “نظرة نبيلة بشأن القدرات الإنسانية ،ويتطلب مسؤولية الأفراد والجماعات”. الضمير المسيحي “ليس تبريرًا للفردانية وللنسبية بل نقيضًا لهما”.
“وعلى الضمير أن يكون مثقفًا ومعدًا لكي يستطيع أن يقوم بدور القائد الجيد”.
وأضاف فيشر: “من دون المبادئ الموضوعية المشتركة، يصبح الإيمان ”الضميري” ذريعة للقيام بأعمال تنبع من التفضيل المجرد أو من السلطة”.
وأنهى قائلاً: “السلطة التعليمية في الكنسية ليست مصدرًا خارجيًا من التفكير الخلقي يصارع الضمير الفردي. بل إن السلطة الكنسية تقوم بمنح صورة وشكلاً للضمير تمامًا كما أن النفس تمنح الجسد صورته وشكله”.