بندكتس السادس عشر: "الصوم لا ينبثق عن اسباب جسدية أو شكلية، وإنما ينبع من حاجة الإنسان الى تنقية داخلية من سموم الخطيئة"

الفاتيكان، 22 فبراير 2007 (zenit.org). – احتفل البابا بندكتس السادس عشر يوم أمس بالذبيحة الإلهية في بازيليك القديسة سابينا في روما، بمناسبة اربعاء الرماد، بداية زمن الصوم.

Share this Entry

وبعد الإنجيل ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالتذكير بالصلاة الى الرب ليساعد الشعب المسيحي لبدء “مسيرة من الارتداد الحقيقي والتذرع بأسلحة التوبة لمحاربة روح الشر”.

وذكّر قداسته بدور الكنيسة التي “لا تتوقف فقط عند تقديم مجموعة المواضيع الليتورجية والروحية في مسيرة الصوم، وإنما تدلنا على الوسائل المتبعة لتكون مسيرتنا مثمرة”.

ودعا الى عدم التردد في البحث عن صداقة الله “التي فقدناها بالخطيئة” فنحن بواسطة المسيح – كما يقول القديس بولس، نصل الى المصالة التامة لأن ” ذاك الذي لم يعرف الخطيئة – يقول بولس- جعله الله خطيئة من أجلنا، كيما نصير فيه برّ الله”

ومذكّراً بيوم الرب ويوم الخلاص الذين تكلم عنهما النبي يوئيل والرسول بولس قال الاب الاقدس: “قد حان وقت هذا اليوم، كما سمعنا في الترنيمة قبل الإنجيل: “اليوم إذا سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم”. الدعوة الى الارتداد والتوبة تتردّد اليوم بكل قواها، ليرافقنا صداها في كل أوقات حياتنا”.

وشرح بندكتس السادس عشر لماذا تحظى مسيرة التوبة باهمية كبيرة في روما فقال: “الليتورجية الرومانية القديمة حاكت، من خلال المحطات الصيامية، جغرافية فريدة للإيمان ، انطلاقاً من فكرة بأنه مع مجيء الرسولين بطرس وبولس ومع تدمير الهيكل، انتقلت أورشليم الى روما. فقد كان يُنظر الى روما المسيحية، كتجسيد لأورشليم التي كانت على أيام يسوع، داخل جدران المدينة”. وأشار الى أن هذه الجغرافية الجديدة الداخلية والروحية “ليست مجرد تذكار من الماضي، ولا استباقاً فارغاً للمستقبل؛ بل على العكس، تهدف الى مساعدة المؤمنين على القيام بمسيرة داخلية، مسيرة الارتداد والمصالحة، لبلوغ مجد اورشليم السماوية، مسكن الله”.

ودعا الاب الاقدس الى الالتزام بالوسائل التي يضعها يسوع أمامنا للقيام بتجدد داخلي وجماعي حقيقي وهي “أعمال الخير (الصدقة)، الصلاة والتوبة (الصوم)”. وهي ممارسات يقبلها الرب “إذا ما عبّرت عن إرادة القلب التامة في خدمته هو وحده، ببساطة وسخاء”.

“فالصوم الذي تدوعنا اليه الكنيسة في هذا الوقت، لا ينبثق عن اسباب جسدية أو شكلية، وإنما ينبع من حاجة الإنسان الى تنقية داخلية تطهره من تلوث الخطيئة والشر؛ تحثه على التخلي عن عبوديته للأنا الذاتية؛ تجعله أكثر انتباهاً وحضوراً للإصغاء الى الله ولخدمة الإخوة”.

وختم البابا كلمته طالباً من العذراء مرافقة الشعب المسيحي في مسيرة الصوم.

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير