رسالة إلى الإخوة والأخوات في طريق الموعوظين الجدد

القدس، 26 فبراير 2007 (zenit.org) – عن البطريركية اللاتينية– ننشر في ما يلي الرسالة الى الأشخاص في طريق الموعوظين الجدد، التي أصدرها مجلس البطاركة والأساقفة في الشرق الأوسط.

Share this Entry

1       أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء في طريق الموعوظين الجدد، سلام الرب يسوع المسيح ومحبته معكم دائما. نحيِّيكم في بداية هذا الصوم المبارك ونوجِّه إليكم رسالتنا، نحن رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، في إطار المخطَّط السنويِّ المشترَك لعملنا الرعويِّ في موضوع التربية الدينية في الرعية. إنّنا نرحِّب بكم في أبرشياتنا، ونحمد الله على النعمة التي منحكم إيّاها وعلىالموهبة التي أفاضها الروح القدس في الكنيسة بفضل خدمة التنشئة التي تقومون بها بعد المعمودية. ونشكركم لحضوركم في بعض رعايانا لتبشِّروا بكلمة الله ولمساعدة المؤمنين في تعميق إيمانهم وتقوية انتمائهم إلى الكنيسة المحلية، “في تنشئة تجمع بين الكرازة والليتورجيا وتغيير الحياة” (النظام، بند   8) . وبحسب الرسالة التي وجَّهها إليكم قداسة أبينا البابا بندكتس السادس عشر في 12/1/ 2006 ورسالة مجمع العبادة والأسرار المقدسة في 1/12/2005، نطلب منكم أن تكونوا في قلب الرعية تعظون فيها بكلمة الله، لا مجموعةً فيها منعزلةً على حدة. نريدكم أن تكونوا على مثال القديس بولس الذي قال: “صرت كلا للكلّ لأربح الكلّ (1قورنتس 9: 19).  إنّ المبدأ الذي يجب أن يَهدِيَ رسالتَنا المشترَكة في هذه الأرض المقدسة هو: رعيّة واحدة وإفخارستيا واحدة*. ومن ثَمَّ، واجبُكم الأول، إذا أردتم أنتساعدوا مؤمنينا في تنمية إيمانهم، هو تجذيرهم في رعاياهم وفي تقاليدهمالليتورجية الخاصّة بهم والتي نشأوا عليها جيلا بعد جيل. نحن في الشرق متمسِّكون بتقاليدِنا وليتورجياتنا، وهي الليتورجيا التي أسهمت إلى حد كبير في بقاء المسيحية عبر التاريخ في بلادنا. فالطقس هو بمثابة هُوِّيّة وليس فقط طريقةَ صلاة بين طرق أخرى مختلفة. ولهذا إنَّنا نطلب منكم أن تتحلَّوا بالمحبَّة الكافية لاحترامِ مؤمنينا في تمسُّكِهم بتقاليدهمالليتورجية الخاصة بهم. 2

       الإفخارستيا هي سر الوحدة في الرعية، ولا يمكن أن تكون سبب تجزئة. فلتكن الاحتفالات بالإفخارستيا، في الرعايا، في جميع طقوسنا الشرقية وفي الطقس اللاتيني، بقيادة كاهن الرعية، أو، بالاتفاق الكامل معه، في ما يختص بالطقس اللاتيني. أقيموا الصلاة الإفخارستية مع الرعية وعلى طريقة الكنيسة المحلية. “حيث الأسقف هناك الإفخارستيا”، يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي. علِّموا المؤمنين محبَّة تقاليدهم الليتورجية وضعوا مواهبكم في خدمة الوحدة.

 3       نطلب منكم أيضًا أن تتعلَّموا بجدَّية لغةَ الناس وثقافتهم. فذاك دليلُ احترامِكم لهم وأداة ووسيلة لتفَهُّمِ روحهم وتاريخهم في سياق الأرض المقدسة، حيث التعدُّدية الدينية والثقافية والقومية. ففي بلداننا كلِّها، فلسطينوإسرائيل والأردن، كلُّنا نبحث عن السلام والعدل، وهذا البحث جزء لا يتجزّأ من حياتنا كمسيحيين. وعلى الكرازة أن ترشد المؤمنين وتساعدهم في تحديد مواقفهم في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك الصراع القائم في فلسطين، فيكونون قادرين، من جهة، على المغفرة ومحبّة الأعداء، ومن جهة أخرى، على المطالبة بجميع الحقوق، ولا سيما الكرامة والحرية والعدل. نرجو منكم أن تعظوا إنجيلا متجسِّدًا في الحياة ينير الدرب أمام المؤمنين فيجميع المجالات، ويجذِّرُهم، في الوقت نفسه، في يسوع المسيح الرب القائم من بين الأموات وفي ظروف بيئتهم البشرية، الثقافية والكنسية، التي يعيشون فيها. نسأل الله أن يملأكم بقوّته ومحبّته ويمنحكم النعمة لكي تملأوا قلوب الناس بمحبّة الله وقوّته. آمين.

 القدس ، 25 شباط 2007 

+ البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين

+ المطران الياس شقور، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك

+ المطران جورج المر، رئيس أساقفة فيلادلفيا والبتراء والأردن، للروم الملكيين الكاثوليك

+ المطران بولس صياح، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة،والنائب البطريركي العام في القدس والأراضي الفلسطينية والأردن للموارنة

+ المطران فؤاد الطوال، المطران المعاون للاتين في القدس

+ المطران كمال بطحيش، المطران المساعد للاتين في القدس

+ المطران سليم الصائغ، النائب البطريركي العام في الأردن للاتين

+ المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي العام في إسرائيل للاتين

+ المطران بطرس ملكي، النائب البطريركي العام في القدس والأراضي المقدسة والأردن للسريان الكاثوليك+ المطران جورج بكر، النائب البطريركي العام في القدس للروم الملكيين الكاثوليك المونسنيور رفائيل ميناسيان، النائب البطريركي العام للأرمن الكاثوليك في القدس والأراضي المقدسة والأردن للأرمن الكاثوليك

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير