بندكتس السادس عشر يتحدث عن ضرورة تثقيف الضمير

الفاتيكان، 26 فبراير 2007 (ZENIT.org). – التقى البابا نهار السبت الماضي بالمشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية الحبرية للحياة وفي المؤتمر العالمي: “الضمير المسيحي في مساندة الحق في الحياة”، وتحدث إليهم مطولاً عن مواضيع آنية تتعلق بالحياة. عدّد البابا  الكثير من التحديات التي تهاجم الحياة البشرية، كاليوجينيا، القتل الرحيم، الإجهاض الكيميائي، بالإضافة إلى “أشكال مساكنة مغيارة عن الزواج ومنغلقة على التوالد الطبيعي”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ولفت البابا الانتباه أن هذه الحملة ضد الحياة تجري في وقت، يبدو فيه الضمير تحت تأثير وسائل الضغط الجماعي، غير قادر على فهم خطورة الأمور الموضوعة قيد القرار، ولذا تحدث البابا عن ضرورة تثقيف الضمير.

عرّف الاب الاقدس الضمير مستعينًا بتعليم الكنيسة الكاثوليكية فقال: “”الضمير – يقول تعليم الكنيسة الكاثوليكية – هو حكم العقل الذي من خلاله يكتشف الإنسان القيمة الخلقية لعمل ما سيقوم به، يقوم به الآن أو قام به في الماضي” (عدد 1778).

وتابع بندكتس السادس عشر: “من هذا التعريف يظهر لنا أن الضمير الخلقي، لكي يتمكن من قيادة التصرف الإنساني بجدارة، عليه قبل كل شيء أن يرتكز على أسس حقيقة صلبة، أي عليه أن يكون مستنيرًا لكي يتعرف على قيمة الأعمال الحقيقية وعلى صلابة موازين التقييم، لكي يعرف أن يميز بين الخير والشر، حتى عندما لا تساعد البيئة الاجتماعية، والتعددية الثقافية والمصالح المتشابكة في ذلك”.

وأضاف الأب الأقدس: “إن تربية ضمير “حقيقي”، أي مبني على الحقيقة، و “قويم”، إي ضمير يتبع استنتاجاته دون تناقض أو خيانة أو مراوغة، هو أمرٌ صعب ودقيق جدّا ولكنه في الوقت عينه أمر لا غنى عنه”.

وتأسف البابا لوجود “عوامل كثيرة تعيق هذه التربية. بوجه خاص، هناك ظرف العلمنة المعروف بما بعد الحداثة، والذي يتميز بأشكال غير واضحة من التفاوت المسموح، ويتميز برفض متنامٍ للتقليد المسيحي، والذي يشكك أيضًا بقدرة العقل على الوصول إلى الحقيقة مبتعدًا عن شغف التفكير”.

وأمام هذه التحديات قال البابا: “يجب أن نربي الأفراد على شوق التعرف على الحقيقة الأصيلة، وعلى حماية حرية الخيار أمام تصرفات الجماهير ومغريات الدعاية. يجب أن نغذي الشغف بالجمال الخلقي ووضوح نظرة الضمير. هذه هي مهمة الأهل والمربين الذين يرافقونهم، وهذا هو واجب الجماعة المسيحية أمام المؤمنين”.

وحذّر البابا أنه بغياب “تربية مستمرة وذات كفاءة، تصبح صعبة إمكانية التوصل إلى حكم ضميري حول المشاكل التي يعرضها الطب الحيوي في مسائل الجنس، الحياة الناشئة، التوالد، إلى جانب كيفية التعامل مع المرضى والضعفاء في المجتمع”.

ولذا دعا البابا، بالإضافة إلى التنشئة المسيحية الإيمانية التي تعطى للأطفال والمراهقين، إلى “دمج الحديث عن القيم الخلقية المتعلقة بالجسد، بالجنس، بالحب البشري، بالتوالد، باحترام الحياة في كل مراحلها، ويجب، في الوقت عينه، الاستنكار عبر براهين وحجج دقيقة، على التصرفات التي تناهض هذه القيم الأساسية”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير